حرص القطريون أمس على ان تكون الانتخابات البلدية، وهي الأولى من نوعها، وفق نظام وضوابط محددة اذ اتخذت اللجان المشرفة على الانتخابات مواقعها منذ السابعة صباحاً داخل 29 دائرة انتخابية، وتتألف كل لجنة من قاض يرأسها وعضوين. وفي الثامنة صباحاً اعلن رؤساء اللجان الانتخابية بدء عملية الانتخاب بعدما اتخذوا مواقعهم حول طاولة الاقتراع وأحصوا بطاقات الانتخابات التي تمت معادلتها مع عدد الناخبين المقيدين. وكان تم فتح صندوقي الانتخاب احدهما للرجال والآخر للنساء في حضور المرشحين ووكلائهم. وكان الناخب يبرز اولاً بطاقته الشخصية وبطاقة قيد الناخبين قبل تسلمه بطاقة الانتخاب. وكانت امرأة تدقق في كل دائرة في شخصية الناخبات وتطابق ذلك مع صورة بطاقتها الشخصية. وزارت "الحياة" امس 5 دوائر انتخابية ولوحظ ان دائرة الهلال، وهي اكبر دائرة انتخابية وضمت 2476 ناخباً، شهدت اقبالاً كثيفاً للناخبين والناخبات. ويتنافس في هذه الدائرة 11 مرشحاً بينهم 3 سيدات. وكان لافتاً الحضور النسائي والرجالي اذ احتشد الرجال الذين اصطفوا في صف طويل للادلاء بأصواتهم وشوهد رجال مع زوجاتهم في الدوائر الانتخابية. ولوحظ تنظيم دخول الرجال والنساء عبر مدخلين منفصلين وكان الناخب يؤشر على اسم مرشحه في مكان منفصل ثم يدلي بصوته في الصندوق المخصص. ورأت المرشحة الدكتورة جيهان المير ان الرجال استخدموا "الخيام" بذكاء في حملتهم الانتخابية. وقالت: "انني كامرأة لم افتح خيمة اذ ترددت في كسر التقاليد" الاجتماعية. وقالت المرشحة نسيبا درويش كربون ان "النساء متعاطفات مع المرشحات لأن حقوقهن مهضومة"، فيما آثرت المرشحة في دائرة الهلال الدكتورة فوزية النعيمي عدم الحديث للصحافيين وكانت تتابع سير العملية الانتخابية. اما في الدائرة رقم 16، مريخ، فيتنافس 7 مرشحون ومرشحة واحدة هي الدكتورة وضحى السويدي التي قالت: "ان مجرد مشاركة المرأة كمرشحة وناخبة هو انتصار لها". وقالت: "سأكون أول المهنئين للفائز اذا لم افز ويكفيني شرف المشاركة وثقة امير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في المرأة القطرية". وشهدت "الحياة" مشاركة رئيس الوزراء الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني في العملية الانتخابية بإدلائه بصوته في الدائرة 16، وقال: "اهنئ اهل قطر بالانتخابات". ورأى ان 8 آذار مارس هو يوم تاريخي في بلاده، كما نوه "بجميع المرشحين". وقال ان طروحاتهم كانت جيدة. وقال: "انني اهنئ من سينتخب من المرشحين". وشدد على "ان الكل ناجح"، في اشارة الى المكسب الديموقراطي الانتخابي للقطريين، مضيفاً انه "لا فائز ولا مهزوم فالكل ناجح". ورداً على سؤال عما اذا كانت قطر تعرضت لضغوط من دول مجاورة بسبب اعطاء حق المشاركة الانتخابية للمرأة قال رئيس الوزراء للصحافيين: "هذا شأن قطري ولن نسمح لأحد التدخل في هذا الموضوع". وأضاف: "اننا مرتاحون لمشاركة المرأة ونأمل بأن نرى المرأة في المجلس البلدي". وشدد ايضاً على ان بلاده تسعى الى "المزيد من الخطوات الديموقراطية". كما زارت "الحياة" الدائرة 18، الريان الجديد، ولوحظ وجود المرشحين والمرشحات في كل الدوائر الانتخابية. وكان لافتاً في دائرة "المرخية" ان مرضى وحوامل وشخصاً معاقاً كان محمولاً على عربة صغيرة حرصوا على الادلاء بأصواتهم. وتحدثت ل"الحياة" في مقر الدائرة الثانية في منطقة الدوحة الحديثة الشيخة منى بنت سحيم آل ثاني عضو اللجنة التحضيرية النسائية للانتخابات، وهي استاذة تاريخ في جامعة قطر. ورأت الشيخة منى ان "الانتخابات سارت بكل يسر وكان الاقبال واضحاً وجيداً". وتوقعت الشيخة منى فوز مرشحتين وقالت: "اعطيت صوتي لامرأة انا مقتنعة بها". وأكدت ان "اقبال القطريات على الانتخابات كان جيداً". ونوه وزير العدل السابق الدكتور نجيب النعيمي، وهو احد المرشحين، باجراءات العملية الانتخابية. في دائرته و"الحياد وسلامة الاجراءات". وشدد في تصريحات امام المرشحين على انه "لا أحد يستطيع الطعن في النتائج". وقال ان ما تم "سيمهّد للانتخابات البرلمانية المقبلة".