على رغم ان المرشحات القطريات الست اللواتي خضن الانتخابات البلدية أول من أمس لم يحالفهن الحظ في الفوز في انتزاع أي من المقاعد ال 29 في المجلس البلدي المركزي، فإن منطقاً واحداً غلب على تعليقاتهن، وهو يجسد الانعكاسات الايجابية التي افرزتها مشاركة المرأة في الانتخابات للمرة الأولى في تاريخ قطر. والمرشحات اعتبرن أنهن "لم يخسرن" بل "فزن بحق المشاركة" الانتخابية. وأشرن الى "أسباب أسرية" وعلاقات قرابة وراء النتائج. وأكد مسؤول رفيع المستوى في وزارة الداخلية ان النتائج تضمنت "مفاجآت" في كثير من الدوائر، لكن العقيد علي سلطان الكواري مساعد مدير مكتب وزير الداخلية للدراسات والتعاون الدولي ممثل اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات، ذكر في مؤتمر صحافي عقده في وقت متقدم ليل الاثنين ان النتائج عكست "إرادة الناس ورغبة المجتمع"، موضحاً أن أول اجتماع للمجلس البلدي سيعقد في غضون 3 اشهر لاختيار الرئيس ونائبه والأمانة العامة. وتحدثت الى "الحياة" المرشحة الدكتورة وضحى السويدي، رئيسة قسم المناهج وطرق التدريس في جامعة قطر، ورأت ان "المرأة القطرية لم تفشل في التجربة وتكفيها المشاركة في العرس الديموقراطي". وأشارت الى ان نسبة الناخبات بلغت 45 في المئة من عدد الناخبين معتبرة ان "المرشحات انتصرن بلا مقاعد" اذ أكدن دور المرأة ومشاركتها و"لم تنسحب أي مرشحة حتى مرحلة التصويت". وحصلت الدكتورة وضحى على 172 صوتاً، ونال الفائز في دائرتها مئتي صوت أي فاز بفارق 28 صوتاً. وعزت وضحى أسباب عدم فوز أي مرشحة الى "حداثة التجربة" و"دور العادات والتقاليد التي تجعل المرأة تحس ان فرصتها في التحرك أقل من فرصة الرجل". ولفتت الى ان بعض النساء يصوتن للرجل "لاعتقادهن انه هو الذي سيقوم بالعمل وان المرأة اذا فازت قد تتعطل الأعمال". وشددت على أهمية تنشئة الاجيال منذ المرحلة الدراسية الأولى على "مفاهيم الانتخابات" والتوعية المستمرة في هذا الشأن. وتابعت: "سأخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة وسأكون أول مرشحة". ورأت موزة المالكي التي لم تفز في الانتخابات البلدية ان "المرأة فازت ولم تخسر" وعزت ذلك الى "مشاركتها في التجربة الانتخابية". وقالت ل "الحياة" ان القطرية "شاركت بقوة، لكن المجتمع ينقصه الوعي بالدور السياسي للمرأة لأننا في مجتمع ذكوري حتى النخاع". ونبهت الى ان "بعض النساء لا يؤمن بدور المرأة، وكثيرات لم يقترعن لمصلحة المرأة، اذ برز دور القرابة". وأضافت موزه ان "بعض النساء المثقفات صوتن لأبناء عمومتهن واخوانهن وازواجهن بصرف النظر عن مدى اقتناعهن ببرامجهم الانتخابية أو قدراتهم على العطاء". وعلم ان موزة حصلت على 49 صوتاً، فيما نال الفائز في دائرتها أكثر من مئتي صوت. وقالت المرشحة نسيا كربون مدرسة رياضيات ل "الحياة" ان عدم حصول المرأة على أي مقعد في المجلس البلدي لا علاقة له بقدرتها وكفاءتها بل يعود الى أسباب "أسرية". وأوضحت أن الناخبين "اعطوا أصواتهم لأهلهم ومعارفهم". وذكرت ان دائرة الهلال، ضمت 877 ناخبة واعطت النساء نحو خمسمئة صوت للمرشح الفائز فيما حصلت المرشحة نسيا على سبعة أصوات نسائية، وحصلت المرشحة الدكتورة فوزية النعيمي على 40 - 50 صوتاً فيما نالت الدكتورة جيهان المير نحو 30 صوتاً.