تشهد قطر حالياً استعدادات واسعة للانتخابات البلدية العامة التي تجرى، للمرة الأولى، مطلع شباط فبراير المقبل لاختيار 29 عضواً تستمر ولايتهم 4 سنوات. ورفعت شعارات في شوارع الدوحة تحض المواطنين على المشاركة في الانتخابات، بعدما وقعت عليها اللجنة الاعلامية. وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أصدر مرسوماً بتنظيم انتخابات "المجلس البلدي المركزي" ومنحت المرأة حق الترشيح والانتخاب. وشُكلت لجنة عليا للانتخابات برئاسة اللواء غانم سلطان الهديفي وكيل وزارة الداخلية المدير العام للادارة العامة للأمن العام الذي أصدر أمراً ادارياً بتشكيل لجان تنفيذية بدأت أعمالها حالياً، وهي اللجان القانونية والأمنية والاعلامية والفنية والامداد والتجهيز. وخول القانون الخاص بتنظيم المجلس البلدي وزير الداخلية وهو رئيس الوزراء الشيخ عبدالله بن خليفة ال ثاني اصدار قرارات لتحديد الدوائر الانتخابية وعدد الأعضاء. وقال رئيس اللجنة الاعلامية المقدم راشد العتيق ل "الحياة" انه تم تحديد 29 دائرة انتخابية بينها 9 في الدوحة و20 لضواحي العاصمة والمناطق. ولفت الى أن لجنته وضعت قواعد للحملة الدعائية من بينها ضرورة ابتعاد برنامج المرشح عن النزعة العشائرية والطائفية. ولاحظت "الحياة" ان المركز الاعلامي للانتخابات الذي افتتح في مبنى العلاقات العامة بوزارة الداخلية يعمل على فترتين صباحية ومسائية، فيتلقى استفسارات المواطنين ويرد على اسئلتهم وملاحظاتهم. وارتفعت داخله خرائط كبيرة تشير الى توزيع الدوائر للمجلس البلدي المركزي. وأوضح المقدم العتيق ان برامج توعية اذاعية وتلفزيونية ستبدأ قريباً. وكان لافتاً تقدم متطوعين ومتطوعات للعمل في لجان الانتخابات. وقال رئيس اللجنة الاعلامية "ان هناك تجاوباً كبيراً من متطوعين ومتطوعات قطريين ومقيمين. وعُلم ان نحو 100 منهم سجلوا اسماءهم في اليوم الأول بعدما نشر اعلان في هذا الشأن. واعتبرت أوساط رسمية في الدوحة ان هذه الانتخابات "خطوة على طريق تعزيز المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار". ويبدأ في شهر تشرين الأول اكتوبر المقبل تسجيل اسماء الناخبين لمدة اسبوعين وسيحصل كل مواطن تحق له المشاركة في الانتخابات على شهادة قيد ناخب، تلي ذلك فترة للطعون، ويرأس قاض هذه اللجنة. ثم يبدأ تسجيل المرشحين في كانون الأول ديسمبر المقبل لمدة اسبوع، تعقبه فترة الطعون أيضاً. وتعلن اسماء المرشحين في الدوائر ايذاناً بمرحلة اعلانهم برامجهم، وسيصادف ذلك شهر رمضان المبارك الذي يتوقع ان يكون ساخناً وحيوياً، وتزدهر فيه تجارة الخيام حيث يلتقي فيها الطامحون مع الناخبين. وعلم ان وزارة الداخلية ستصدر بياناً يحدد يوم الاقتراع، وأنه سيكون مطلع شباط فبراير المقبل. ولم تكن المرأة بعيدة عن التحضيرات الجارية للانتخابات، إذ وجهت الشيخة موزة المسند حرم أمير الدولة بتشكيل لجنة تحضيرية تهيئ المرأة للمشاركة في الانتخابات، وترأسها الشيخة عائشة بنت خليفة بن حمد آل ثاني، وتضم عدداً من السيدات. وعلمت "الحياة" ان اللجنة وضعت برامج عمل تشمل محاضرات وندوات ورفع شعارات. ويتوقع ان يبدأ النشاط العلني للجنة النسائية قريباً مما سيشكل بدوره تطوراً جديداً. ويشدد المسؤولون القطريون على أهمية نجاح هذه التجربة، حيث سيدلي الناخب بصوته مباشرة بعيداً عن "التوكيلات" كما جرى في انتخابات غرفة التجارة والصناعة. وأثار جدلاً واسعاً في أوساط التجار. ويذكر ان المرسوم الذي أصدره الأمير منح حق الانتخاب "لكل قطري وقطرية تكون جنسيته الاصلية قطرية أو مضى على اكتسابه الجنسية القطرية 15 عاماً على الأقل"، إلى جانب شروط أخرى. وحدد قانون تنظيم المجلس البلدي شروطاً ضرورية للمرشح والمرشحة لعضوية المجلس بينها "أن تكون جنسيته الأصلية قطرية أو اكتسب الجنسية شرط ان يكون والده من مواليد قطر".