شهدت قطر امس حدثاً هو الأول من نوعه تمثل في توجه القطريين والقطريات للتسجيل في قيد سجل الناخبين في 29 دائرة انتخابية تسع في الدوحة وعشرون في المناطق، وذلك في أول خطوة عملية لخوض انتخابات المجلس البلدي المركزي. وكان امير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اصدر قانوناً ومرسوماً حدد فيهما شروط الناخب والمرشح. وتجيء مشاركة المرأة القطرية كناخبة ومرشحة لتشكل حدثاً يشير الى طبيعة التطورات الايجابية في المجتمع القطري. ويشترط في الناخب "ان تكون جنسيته الاصلية قطرية او مضى على اكتسابها 15 عاماً، وان لا يقل عمره في الثالث من تشرين الثاني نوفمبر عام 1998 عن 18 سنة، والا يكون سبق الحكم عليه في جريمة مخلة بالشرف او الامانة ما لم يكن رد اليه اعتباره، وأن يكون مقيماً اقامة فعلية في الدائرة الانتخابية التي يباشر فيها حق الانتخاب، وألا يكون من العاملين في القوات المسلحة او الشرطة. وزارت "الحياة" مراكز لتسجيل الناخبين ولاحظت وجود لافتتين كبيرتين امام المداخل مكتوب عليهما مركز الدائرة ومقرها اضافة الى خريطة لمواقع الدوائر الانتخابية. وفي مقر احدى الدوائر الانتخابية في منطقة العسيري التقت "الحياة" رئيس مجلس الشورى القطري السيد محمد بن مبارك الخليفي الذي قال لپ"الحياة" بعدما سجل اسمه في قيد الناخبين "ان هذه تجربة تجربة الانتخابات البلدية رائدة في قطر وتأتي بعد اجراء اول انتخابات لاختيار اعضاء مجلس ادارة غرفة التجارة والصناعة ونأمل لهذه التجربة التوفيق وأدعو اخواني المواطنين والمواطنات للمشاركة الفاعلة حتى نكون على مستوى الرقي ولنخرج بنتيجة جيدة". ولوحظ ان وزارة الداخلية وضعت ترتيبات واجراءات امنية تكفل توفير حراسة في جميع الدوائر الانتخابية. وقال رئيس اللجنة الامنية للانتخابات المقدم عبدالله بن خميس الكبيسي ان الهدف من ذلك "يكمن في تسهيل عملية تسجيل الناخبين"، مشيراً الى انه تم عمل بروفات في وقت سابق لتطبيق الخطة الامنية. وتشارك شرطة نسائية في مقار الدوائر الانتخابية الخاصة بالمرأة، وذلك في اطار مشاركة القطريات في عملية الانتخاب والترشيح اذ تم تخصيص اماكن مفصولة للنساء في كل دائرة انتخابية. ولفت رئيس اللجنة الاعلامية المقدم راشد العتيق في تصريح لپ"الحياة" الى ان وزارة الداخلية حريصة على "خروج العملية الانتخابية بصورة مشرفة تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا المستمدة من مبادئ ديننا الاسلامي وقيمه". وتوجد في كل دائرة انتخابية لجنة تسمى "لجنة قيد الناخبين" وهي التي تتولى استقبال الناخب وتسجيله وفقاً للشروط المحددة بعد ان يقوم بابراز بطاقته الشخصية. وتبدأ العملية بقيام الناخب بملء النموذج المعد بالبيانات وتسليم طلب القيد الى اللجنة المختصة. وتحولت المدادرس التي تحتضن 29 دائرة الى ساحة تشهد اول حدث من نوعه في قطر. وستستمر عملية التسجيل حتى 22 من الشهر الجاري وتتلو ذلك مرحلة اعلان الجداول الأولية للناخبين من 27 الجاري ثم تقديم طلبات الحذف والاضافة وتقديم الطعون والتظلمات. وستعلن الجداول النهائية للناخبين في 24 تشرين الثاني نوفمبر المقبل وسيتم في 28 من الشهر نفسه تسليم الشهادات للناخبين. وتقرر ان يبدأ تسجيل المرشحين في 15 كانون الأول ديسمبر المقبل وستعلن الكشوف النهائية للمرشحين في السابع من كانون الثاني يناير المقبل بعد تقديم الطعون والتظلمات. وستجري الانتخابات في مطلع شباط فبراير المقبل. وأكد رئيس اللجنة الاعلامية للانتخابات المقدم العتيق "ان التسجيل في قيد الناخبين شرط اساسي للترشيح" في الانتخابات. وأفاد رئيس اللجنة الفنية للانتخابات الرائد صالح الكبيسي لپ"الحياة" انه تم توفير كل ما من شأنه تسهيل تسجيل الناخبين مضيفاً ان "متطوعين ومتطوعات يشاركون في عملية تسجيل الناخبين بعد ان تم تدريبهم وتوفير احدث اجهزة الكومبيوتر". ويحرص المسؤولون القطريون على التشديد على اهمية "هذه التجربة الديموقراطية. ويكشف ذلك شعارات مرفوعة في الشوارع تتحدث عن "ان المشاركة في الانتخابات مشاركة في صنع الديموقراطية" و"اعط صوتك لمن يجسد املك ويخدم بلدك"