كتب الأستاذ صلاح بسيوني، عضو "حركة السلام المصرية" يوم الخميس الماضي تعقيباً على مقالي "مستنقع التطبيع" الذي قلت فيه إن لطفي الخولي ، رحمه الله، عاش في أواخر أيامه قطيعة من معظم المثقفين المصريين بعد تورطه بقضية التطبيع مع إسرائيل. وقال: "ان هذا العملاق السياسي والثقافي كان يقف ضد ما يطالب به المثقفون والسياسيون في إسرائيل". وزاد: "لم يكن الحوار مع الخصم وتحريك القوى السياسية من أجل المواجهة والضغط على حكومة اسرائيل مما يدخل في باب التطبيع الذي يتحدث عنه الكاتب وغيره"، و"أن من يرى في الحوار والاتصالات مع قوى السلام في اسرائيل ما يعتبر تطبيعاً فإنه يكون أخطأ". نعم إنني من الذين يرون في الحوار والاتصال مع ما يسمى قوى السلام في إسرائيل شكلاً من أشكال التطبيع، وقفزاً على مفاوضات السلام المتعثرة بين العرب والعدو الإسرائيلي، ودخولاً إلى أهم نتيجة للمفاوضات، رغم أن مقدماتها لم تنته، بل لم تبدأ بعد. أما القول بأن ماقام به لطفي الخولي رحمه الله وغيره في "حركة السلام المصرية" ليس تطبيعاً فهو اجتهاد لغوي لا يحتمل في رأيي غير الخطأ. وأبسط دليل على أنه تطبيع هو تغيير صفة إسرائيل من العدو إلى صفة "الخصم"، وإن كنت لم أسمع هذه الصفة من الخولي، الذي كان يسمي اسرائيل ب "العدو الشقيق"، وهو تعبير متناقض وغريب غرابة النهج الذي سار عليه في أواخر أيامه. ناهيك عن أن "حركة السلام المصرية" لم تصدر تعريفاً محدداً للتطبيع كي نحتكم اليه. كما لا بد وأن يدرك الاستاذ بسيوني أن ما قام به الخولي كان صدمة للكثيرين لأنه انتقال حاد من الرفض المطلق الى الركض وليس الهرولة