عكست جنازة الكاتب المصري لطفي الخولي مؤسس "جماعة القاهرة للسلام" الذي شيع جثمانه أمس حجم ما حظي به من تقدير وما كان له من ثقل سياسي على الصعيدين الرسمي والشعبي في حياته السياسية الحافلة الممتدة لنحو 50 عاما. إذ تصدر المشيعين مندوب عن الرئيس حسني مبارك وضمت الصفوف الاولى من الجنازة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد ووزراء الخارجية السيد عمرو موسى والاعلام السيد صفوت الشريف والتعليم العالي الدكتور مفيد شهاب وشؤون مجلس الشعب والشورى الأمين العام المساعد للحزب الوطني الحاكم السيد كمال الشاذلي والاقتصاد الدكتور يوسف بطرس غالي ورئيس مجلس الشورى الدكتور كمال حلمي كما شارك فيها مسؤول ملف القدس في السلطة الوطنية الفلسطينية السيد فيصل الحسيني وأمَّ المصلين على الجثمان الدكتور سيد طنطاوي شيخ الازهر وامتدت جنازة الخولي التي انطلقت من مسجد عمر مكرم في ميدان التحرير وسط القاهرة نحو مسافة كيلومتر وشارك فيها نقيب الصحافيين السيد مكرم محمد احمد ورؤساء احزاب التجمع السيد خالد محيي الدين والعمل المهندس ابراهيم شكري ومندوبون عن الاحزاب والقوى السياسية المصرية ورؤساء تحرير صحف قومية وحزبية وجموع من الفنانين كان في مقدمهم عادل إمام وجميل راتب وحشد من المثقفين المصريين من ابرزهم الكاتب محمد سيد احمد والمفكر محمود امين العالم والمؤرخ الدكتور يونان لبيب رزق ولفيف من اعضاء مجلسي الشعب والشورى وعشرات من الكتاب والصحافيين. ونعى نقيب الصحافيين السابق ابراهيم نافع رئيس تحرير صحيفة "الاهرام" الخولي بأنه "رفيق العمر" وقال: "رحل الفارس المغوار في ميدان الفكر والسياسة والادب والذي امتلك في معاركه كلها الكلمة النظيفة ودفاعه الصريح والشجاع والواثق بنفسه عما يعتقد انه الصواب ويؤمن بأن فيه مصلحة امته". وتوفي الخولي اول من امس عن عمر يناهز السبعين عاما اثر اصابته بالتهاب رئوي حاد ونعاه الرئيس حسني مبارك معربا عن اسفه لوفاة "الكاتب الكبير الذي كان فارسا من فرسان الكلمة الحرة". وتصدر خبر وفاة الخولي الصحفات الاولى من كل الصحف المصرية الصادرة امس وبثت قنوات التلفزيون المصري مقتطفات من حياته ومواقفه السياسية وتاريخه والادوار التي لعبها في المراحل المختلفة، واهتمت بإبراز مواقفه الاخيرة من قضية "السلام". ويذكر ان الخولي كان ينوي تنظيم فاعليات مشتركة بين جماعتي السلام المصرية والاسرائيلية خلال الاسابيع المقبلة في مدن مختلفة في الدولة العبرية ضمن حملة ضغط تسهم في تقوية ودعم مواقف القوى الاسرائيلية المؤيدة لاستمرار المسيرة السلمية في الشرق الاوسط. وأصدرت "الحركة المصرية للسلام" بياناً نعت فيه الخولي "مناضلاً صلباً من اجل الحرية والعدل والسلام". وشدد البيان على ان "الحركة المصرية للسلام فقدت بطلاً شجاعاً تبناها وخطط لها ودافع عنها ببسالة، وستظل رسالتنا الحركة قوية كما اراد لها". ولفت البيان الى ان "لطفي الخولي لم يتراجع تحت تهديد او وعيد ولم يتهاون امام ادعاء او ترغيب بل مضى في طريقه المستقيم متعالياً على السهام الطائشة والاتهامات والدعاوى الزائفة". والمعروف ان خصوم الخولي اتهموه بپ"اختراق جدار الرفض الشعبي للتطبيع مع اسرائيل". الا انه كان دائم الاصرار على تأكيد ان تحركات السياسة "لا تهدف الى التطبيع قدر ما تسعى الى اختراق المجتمع الاسرائيلي وتنمية العلاقات مع قوى السلام في الدولة العبرية، وأن التطبيع موقف رسمي تقوم به الدول لإعادة العلاقات الى طبيعتها، اما الجماعات الشعبية فتسعى الى الضغط على الحكومات لتحقيق اهداف سياسية".