صعّدت طهران لهجتها مع مجلس التعاون الخليجي رافضة دعوة الدول الست الأعضاء في المجلس الى وقف المناورات العسكرية الايرانية في الجزر الثلاث الاماراتية. وفي لهجة متشددة جددت طهران تمسكها ب "السيادة" على الجزر مكررة أنها "جزء لا يتجزأ من الأراضي الايرانية"، وذلك بعد يوم على البيان الذي أصدره وزراء خارجية دول مجلس التعاون في نهاية اجتماعهم الاستثنائي في أبو ظبي أول من أمس، ودعوتهم ايران الى تسوية النزاع على الجزر بالحوار ووقف الممارسات "الاستفزازية". ووصف الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي البيان الخليجي بأنه "استفزازي وتدخل سافر في الشؤون الداخلية لايران". وقال ان "اجراء ايران مناورات عسكرية يهدف الى تعزيز قدراتها الدفاعية واستعدادها للدفاع عن وحدة أراضيها". وشدد على أن بلاده "لن تتخلى عن حقها المكفول والمتعارف عليه في بلدان العالم كافة"، في اشارة الى المناورات البحرية الايرانية التي بدأت في الخليج قبل اسبوع. وأعرب عن "الدهشة حيال طرح مزاعم لاواقعية في الوقت الذي تجري دول المنطقة مناورات عسكرية وأجرت دول خليجية مرات مناورات مشتركة مع قوات أجنبية منتشرة في المنطقة". وتابع الناطق باسم الخارجية: "نتوقع من دول الخليج العربية ان تشجع الامارات على أن تكون واقعية وتتجنب الطرق التي لا جدوى منها، وتقبل بمفاوضات ثنائية من دون أي شروط مسبقة، على أساس اتفاق عام 1971". ويأتي التصعيد الايراني عشية وصول ولي العهد الكويتي الشيخ سعد العبدالله الصباح الى طهران اليوم في زيارة رسمية، وستنعكس الأزمة الحالية على محادثاته مع المسؤولين الايرانيين، فيما توسع دولة الامارات دائرة الاتصالات في شأن النزاع على الجزر. وكان رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أكد ان الامارات تجري مشاورات مع أشقائها وأصدقائها قبل اتخاذ أي قرار في شأن تحركها لاستعادة سيادتها الكاملة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. يذكر أن المجلس الوزاري الخليجي كلف الأمين العام لمجلس التعاون السيد جميل الحجيلان ووزير الخارجية الاماراتي السيد راشد عبدالله النعيمي اجراء اتصالات "لشرح خطورة الوضع في المنطقة في ظل برامج التسلح الايراني، بخاصة في مجال برامج الصواريخ وبرامج أسلحة الدمار الشامل". وطالب البيان الخليجي ايران بالكف فوراً عن المناورات و"مثل هذه الأعمال الاستفزازية التي تهدد الأمن والاستقرار في الخليج".