ناشدت أوساط سياسية وثقافية ايرانية الرئيس سيد محمد خاتمي التدخل للافراج عن رجل الدين الاصلاحي حجة الاسلام محسن كديور، ورأت ان اعتقاله يشكل "اعتقالا ومحاكمة للجبهة الاصلاحية ورمزها خاتمي". واشتدت الانتقادات لمحكمة رجال الدين التي أمرت باعتقال كديور، وعلا صوت بعض كبار مراجع التقليد في الحوزة العلمية في قم مندداً بقرار الاعتقال، واعتبر اية الله موسوي أردبيلي وآية الله يوسف صانعي ان ما يحدث يعتبر اعتداء على علماء الدين. وتتهيأ الأوساط الجامعية والطلابية بتنظيم تجمعات احتجاجية الأحد المقبل في عدد من مدن البلاد الكبرى، وطالب مثقفون بأن يحاكموا مع كديور لأنهم يتبنون الأفكار "المعتدلة والاصلاحية" ذاتها التي يدعو اليها. ولم يخف رئيس السلطة القضائية آية الله محمد يزدي استياءه من حملة الانتقادات التي طاولت محكمة رجال الدين التي دعا بعضهم الى حلّها والافراج عن كديور. وقال يزدي في تصريحات للمراسلين أمس ان كديور كغيره من المواطنين الايرانيين يخضع للقانون ويتعامل طبقاً للقانون. وحمل معظم صحف طهران المعروفة بولائها للحكومة والتيار الاصلاحي عناوين رئيسة تتناول قضية كديور الذي ينظر اليه على أنه من رجال الدين الشبان الصاعدين والواعدين. وهو مقرب من خاتمي وواحد من مستشاريه، لا بل ويعتقد أنه مرشح لتولي موقع مهم في الدولة لاحقاً. وبرز بأفكاره الجريئة والاصلاحية منذ مجيء خاتمي. ولخص أحد المثقفين المعروفين في طهران أهم أفكار كديور في مقال نشرته صحيفة "فرداد" التي يديرها وزير الداخلية السابق عبدالله نوري بأنها تدعو الى "فكر آخر ورؤية متنورة للدين"، وكتب أكبر كنجي: "اعتقلوني انا أيضاً لأنني أفكر مثل كديور"، وشدد على ان محاكمة الأخير "محاكمة للجبهة الاصلاحية ورمزها خاتمي". وأضاف "انني وكثيرين من المواطنين نستحق السجن ونطالب بأن نكون رفاقاً لكديور في السجن لأننا نفكر ونؤمن بما يؤمن به. فهو كان يعارض العنف ودعاته ويعتقد بجواز انتقاد القائد مرشد الجمهورية الاسلامية وبعدم قانونية محكمة علماء الدين، ويرى ان الحكم المطلق يؤدي الى الفساد ويعارض فرض الضغوط والقيود الأمنية على الحوزة العلمية ومراجع الدين". وتعززت تحليلات أوساط سياسية بأن اعتقال كديور بعد يوم واحد من اجراء الانتخابات المحلية بدا رد فعل و"لطمة" سريعة على الفوز الكاسح لأنصار خاتمي في البلديات. وأظهرت النتائج النهائية في مدن كبرى ومهمة في البلاد مثل اصفهان ومشهد، وحتى في مدينة قم، تقدماً لأنصار خاتمي على مرشحي التيار المحافظ. وضمن الاصلاحيون غالبية مطلقة في معظم الدوائر البلدية والقروية. وبما ان عمليات فرز الأصوات ستستغرق مزيداً من الوقت في طهران، فإنه يصعب تحديد نتائج حاسمة منذ الآن. لكن يبدو بعد فرز نحو عشرين في المئة من أصوات ما يزيد عن أربعة آلاف مرشح في العاصمة، ان الاصلاحيين يتجهون نحو تحقيق فوز كبير. وتبين حتى الآن، ان 13 من أنصار خاتمي أو مؤيدين للحكومة سيحققون فوزاً في مقابل اثنين من مرشحي التيار المحافظ.