أمرت محكمة رجال الدين في ايران باعتقال حجة الاسلام محسن كديور القريب من الرئيس سيد محمد خاتمي بتهمة نشر مقالات تتضمن انتقادات عنيفة لرجال الدين "المحافظين والتقليديين" ولولاية الفقيه ، وذلك في ظل تأكيد لفوز ساحق يحققه أنصار الرئيس الايراني في الانتخابات البلدية والقروية التي جرت الجمعة الماضي. وربط المراقبون بين الحدثين. ورأى بعضهم اعتقال كديور رداً مباشراً وسريعاً على تقدم الجناح الاصلاحي في الانتخابات. وكان رئيس محكمة رجال الدين التي انشأها الخميني في 1985 حجة الاسلام غلام حسين محسني ايجيئي أمر بتوقيف كديور، بعدما استدعي مراراً الأسبوع الماضي الى المحكمة من أجل "اعطاء توضيحات حول مقابلاته وخطبه". ومعروف ان كديور المتحدر من أسرة دينية كبيرة في مدينة شيراز الجنوبية كتب مقالات كثيرة تضمنت اشارات سلبية الى "ولاية الفقيه المطلقة"، ودفاعاً مستميتاً عن الطابع الجمهوري لنظام الحكم والإطار الشعبي للجمهورية الاسلامية. وشكك في أهلية محكمة رجال الدين للنظر في قضيته، معتبراً ان محكمة المطبوعات هي وحدها المؤهلة للتحقيق في ما تنشره الصحافة من حوارات وكتابات وآراء. وتبنت الأوساط السياسية والصحافية الإصلاحية قضية كديور، وأعلنت دعمها له. إذ ينظر اليه على انه من رجال الدين الشبان الصاعدين والواعدين، وهو لا يتجاوز الأربعين من العمر. وقد برز من خلال كتاباته العميقة ومواقفه الواضحة والجريئة. ولم يخف انتقاده لوضع آية الله حسين علي منتظري رهن الاقامة الجبرية. في غضون ذلك، أشارت النتائج النهائية في بعض المناطق والاحصاءات الأولية في معظم المدن والقرى الى ان الإصلاحيين متقدمون على المحافظين في الانتخابات البلدية، خصوصاً في طهران حيث يتوقع فوز المرشح الاصلاحي وزير الداخلية السابق عبدالله نوري، وكذلك فوز أحد مرشحي المعارضة الليبرالية السيد غلام عباس توسلي رئيس المكتب السياسي ل "حركة الحرية" التي يتزعمها الدكتور ابراهيم يزدي، علماً ان المعارضة تشارك للمرة الأولى منذ سنوات عدة في استحقاق انتخابي.