اعلن البنتاغون انه لا يستغرب تبادل العراق والصرب معلومات استخبارية في ما يتعلق بالدفاع الجوي ضد الطائرات الاميركية وطائرات حلف الاطلسي، مستندا الى ما أورده بعض التقارير. لكن الناطق باسم البنتاغون كينيث بيكون أوضح أول من أمس أنه ليس هناك الكثير مما يمكن للبلدين أن يتباحثا في شأنه لأن أياً منهما لم يحرز نجاحاً يُذكر في التصدي للطائرات الغربية. ونقل تقرير لوكالة "اسوشييتد برس" امس عن مسؤولين في الادارة الاميركية رفضوا كشف هويتهم ان خبراء عسكريين يوغوسلاف التقوا الشهر الماضي في بغداد نظراءهم العراقيين في خطوة يشتبه البنتاغون في أنها جاءت في اطار الاستعداد لحرب متوقعة حول كوسوفو ولتمكين يوغوسلافيا من اسقاط طائرات مقاتلة اميركية. وقال المسؤولون ان الاجهزة الاستخبارية الاميركية تابعت توجه الخبراء اليوغوسلاف الى اللقاء، لكنها لم تتمكن من الحصول على معلومات مباشرة عما دار فيه. ومع ذلك، أشار مسؤولون في البنتاغون الى ان توقيت اللقاء والمشاركين فيه، ووجود تماثل في تكتيكات الدفاع الجوي العراقي واليوغوسلافي منذ بدء الضربات الجوية لحلف الاطلسي، وتقارير استخبارية منفصلة عن صفقات سلاح محتملة بين البلدين تلمح كلها الى ان يوغوسلافيا سعت الى الحصول على معلومات عن الطائرات الاميركية وتكتيكات الاشتباك. يشار الى ان التعاون الوثيق في المجال العسكري بين العراق ويوغوسلافيا يسبق ازمة كوسوفو بوقت طويل، ويرجع الى السبعينات والثمانينات. إذ اشترت بغداد بعض معدات الدفاع الجوي السوفياتية الصنع من يوغوسلافيا في المراحل الاخيرة من الحرب الباردة. بالاضافة الى ذلك، اوكلت الى شركات يوغوسلافية مهمة بناء قسم كبير من البنية العسكرية للعراق خلال الثمانينات، بما في ذلك مطارات وملاجىء الطائرات ومراكز قيادة ضخمة تحت الارض ومشاريع صناعية للانتاج العسكري. وقال بيكون "لا استطيع ان ادلي بتعليق حول قضايا استخبارية، لكن لن يكون شيئاً مثيراً للاستغراب اذا تباحث" خبراء الدفاع الجوي في العراق والصرب. واضاف "انهما بلدان يتعرض كلاهما للهجوم من جانب قوات في حلف الاطلسي. وكلاهما يملك انظمة دفاع جوي صنعت في روسيا او اُشتريت منها. وكلاهما يواجه حظراً دولياً يحد من قدرته على شراء اسلحة وقطع غيار. من الواضح اذاً انهما ربما يسعيان الى سبل للتعاون لاستكمال او تدعيم انظمة احدهما الآخر. بالاضافة الى ذلك، انا متأكد بأن اليوغوسلاف يعتقدون ان العراقيين تعلموا شيئاً او آخر خلال السنوات السبع الماضية في التعامل مع الطائرات الغربية. ما تعلموه هو انهم عجزوا عن التعامل معها بنجاح. وآمل بأنهم نقلوا هذه المعلومة لليوغوسلاف". ولاحظ بيكون، في الوقت نفسه، ان العراقيين التزموا الهدوء بشكل استثنائي وتجنبوا القيام بأي تحدٍ لمنطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه منذ اكثر من اسبوع.