أوضح مصدر رفيع المستوى في حلف شمال الأطلسي ان الحملة الجوية ضد يوغوسلافيا التي تسمى "عملية تصميم القوة"، ستمتد على مراحل وتستهدف "الموجة" الأولى منها القوات الصربية المنتشرة في اقليم كوسوفو ومراكز الدفاعات الجوية والاتصالات داخل صربيا وخصوصاً على حدودها مع الاقليم المنكوب. وتتحدث الاستخبارات الأطلسية عن أن الجيش اليوغوسلافي دفع قوات اضافية داخل الاقليم، يقدر عددها بألف جندي وأعضاء الوحدات الخاصة المزودين دبابات ومدرعات وقطع المدفعية. كما عبأت يوغوسلافيا 30 ألف جندي على حدود صربيا مع الاقليم. ويعتقد خبراء الحلف ان الحملة الأولى تبدأ باطلاق قاذفات "بي - 52" وحاملات الطائرات والغواصات، موجات من الصواريخ العابرة كروز من طراز "توماهوك" لتحييد الدفاعات الجوية وقطع الاتصالات بين القوات الصربية في كوسوفو وقيادات الخطوط الخلفية. وستشن المقاتلات الأطلسية في المرحلة الثانية، هجمات مركزة ومكثفة ضد مراكز القوات الصربية في الاقليم ومواقع الدفاعات الجوية داخل صربيا. وقد تتداخل الحملتان الأولى والثانية ليصل نطاق القصف الجوي حتى خط العرض 44 الذي يشق وسط صربيا. ولا يستبعد ان تتوقف عمليات القصف بعد 24 أو 48 ساعة لإعادة تقويم الوضع العسكري واتاحة الفرصة لدخول الديبلوماسية على خط المواجهة. وتتضمن الخطة العسكرية توسيع الحملة الجوية في مرحلة ثالثة حتى عمق شمال صربيا، شمال خط العرض 44، في حال واصل الرئيس اليوغوسلافي المخاطرة بالمواجهة المفتوحة. ولا تقتضي خطة الهجمات الأطلسية نشر قوات برية لاحتلال كوسوفو من أجل تفادي الخسائر البشرية التي قد تتكبدها قوات الحلفاء خلال المواجهة البرية مع القوات الصربية. وفي المقابل فإن خطة السلام التي رفضتها بلغراد اقتضت نشر قوات دولية تحت قيادة الحلف الأطلسي وقوامها 30 ألف جندي. وعبأ حلف شمال الأطلسي نحو 400 طائرة منها 250 اميركية وأخرى أوروبية وفرتها بقية بلدان الحلف باستثناء اليونان التي أكدت انها لن تساهم في الهجمات على صربية لأسباب العلاقات التقليدية بين الجانبين اللذين يتحدان تحت لواء الكنيسة الاثوذوكسية. وتعد المقاتلات الأطلسية أحدث الطائرات الأميركية منها القاذفات الاستراتيجية الخفية "بي - 2 ستيلث" ومقاتلات شبح "اف - 117 ستيلث" والقاذفات البعيدة المدى "بي - 52" ومقاتلات الهجوم "اف - 15" و"اف - 16" والمقاتلات الفرنسية "ميراج ألفين" والبريطانية "تورنيدو". وتصاحب أسراب المقاتلات طائرات الاستكشاف والصهاريج والتشويش الالكتروني. وتقلل المصادر الأطلسية من قدرات القوات اليوغوسلافية لكنها لا تستخف بالأسلحة الروسية الحديثة التي تزودتها خاصة أنظمة صواريخ "سام". وتقدر مصادر مطلعة وجود ما لا يقل عن 60 محطة اطلاق صواريخ "آس آي" و"آس آي - 3" و"آس آي - 6" منتشرة في انحاء يوغوسلافيا. كما تعد القوات الجوية اليوغوسلافية أكثر من 200 مقاتلة منها 15 مقاتلة "ميغ - 29" و47 مقاتلة "ميغ 21 اف" و17 طائرة "ميغ 21 يو".