سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موسكو تقدم دعماً استخباراتياً لبلغراد والحكومات الاوروبية تسعى لتهدئة مخاوف مواطنيها . روسيا تضع وحدات في حال تأهب قصوى وأقمارها ترصد تحركات الأطلسي وعملياته
وضعت موسكو عدداً من وحداتها في حال "تأهب قصوى"، لكنها أكدت أنها لا تنوي التدخل عسكرياً في يوغوسلافيا. ورجح مسؤولون في هيئة الأركان أن يتم تزويد بلغراد معلومات استخبارية عن تحركات الأطلسي، فيما أشار رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف إلى ان "التصعيد محتمل". وطالب بريماكوف بالوقوف الفوري للغارات التي اعتبرها "ضربة للنظام العالمي". وقال إن الأطلسي "يقصف بلداً يعالج مشاكله الداخلية في صورة لا تروق للحلف". وحذر من أن استمرار العمليات يجعل "التصعيد محتملاً". وقال إن لدى روسيا "مبادئ ستدافع عنها". وفي إشارة إلى احتمال اتساع نطاق العمليات، أبدى رئيس الوزراء استغرابه من قصف مواقع بعيدة عن كسوفو. وقال إن "ذلك سيدفع الكثيرين إلى التفكير بالدفاع عن أنفسهم". وعقد في الكرملين أمس اجتماع ترأسه يلتسن وحضره بريماكوف ووزيرا الدفاع والداخلية ومسؤولو المخابرات. وذكر على اثره مساعد الرئيس للشؤون الخارجية سيرغي بريخودكو، ان البحث تناول "الخطوات التي تسمح بوقف العمليات العسكرية"، واستئناف المفاوضات السياسية. واثر ذلك، اجتمع بريماكوف مع قادة الكتل البرلمانية وطلب منهم وقف اجراءات حجب الثقة عن رئيس الدولة "للحيلولة دون إضعاف مواقعنا". واطلعهم على خطة القيادة السياسية لمعالجة الأزمة، إلا أنه لم يكشف أي تفاصيل. ولكن رئيس الأركان العامة أناتولي كفاتنين قال إن هناك "صيغاً كثيرة" لمساعدة يوغوسلافيا. وذكر مدير العمليات في الأركان العامة الجنرال يوري بالويفسكي ان استخدام القوات المسلحة الروسية في النزاع "غير مطروح الآن". لكنه أضاف ان حال التأهب القصوى أعلنت في عدد من الوحدات، خصوصاً في قطاع المخابرات والاستطلاع. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مسؤول رفيع المستوى في هيئة الأركان ان موسكو قد تقدم معلومات استخبارية إلى بلغراد. وأوضح المسؤول ان الأقمار الاصطناعية الروسية ترصد تحركات القوات البرية والجوية لحلف الأطلسي وبوسعها أن تحدد "موقع الطائرات ومسار حركتها وما تستخدمه لمنع اسقاطها". وعن احتمال تزويد بلغراد السلاح، قال السفير اليوغوسلافي في موسكو بوريسلاف ميلوشيفيتش، وهو الشقيق الأكبر للرئيس اليوغوسلافي، بعد لقائه مع نائب رئيس الوزراء الروسي غينادي كوليك ان "ايدي روسيا أصبحت طليقة". وأوضح ان الغارات "انتهاك" لكل قرارات مجلس الأمن لذا فإن بوسع موسكو ان تستأنف تصدير الأسلحة. إلا أن خبراء تحدثت إليهم "الحياة" أشاروا إلى صعوبة ايصال المعدات العسكرية، إذ أن الطرق البرية تقتضي المرور ببلد عضو في حلف الأطلسي هنغاريا، في حين أن الأجواء غدت شبه مغلقة. ويظل الطريق البحري الممر الوحيد، إلا أن مرور سفن روسية يقتضي موافقة انقرة على عبور مضيق البوسفور. وعن خسائر اليوغوسلاف، أشار الجنرال بالويفسكي إلى ان غارات الأطلسي "لم تكن بالفاعلية التي أرادها خبراء الحلف". وقال إنها "لم تحقق أهدافها الأساسية"، علما أنه اعترف بأنها اوقعت اصابات في 50 موقعاً عسكرياً وصناعياً. وذكر أن الغارات استهدفت مواقع ثابتة مثل "الثكنات الفارغة والمدن العسكرية التي اخليت من المعدات". وقدر الخسائر في الأرواح بعسكري واحد مقابل عشرة مدنيين. وذكر ان الأطلسي لم يكن يتوقع "سلبية" الدفاع الجوي اليوغوسلافي. وأوضح الجنرال ان مسؤولي الأطلسي كانوا يتوقعون ان "تكشف" الدفاعات الجوية بتصديها للغارات، لكن اليوغوسلاف آثروا "التريث". ولم يستبعد بالويفسكي احتمال ادخال قوات برية أطلسية. وقال إن في مقدونيا مجموعة تضم 13 ألف عنصر على أهبة الاستعداد. إلا أن رئيس الأكاديمية العسكرية الروسية الجنرال محمود غارييف استبعد هذا الاحتمال. وقال إن وجود الغابات والجبال يجعل السلاح الدقيق الاصابة "ضئيل الفاعلية"، ما يودي إلى الحاق خسائر كبيرة بالطرف المهاجم. معارضة صينية وكرر وزير الخارجية الصيني ا ف ب تانغ جياشوان امس الجمعة في كوبنهاغن "معارضة الصين لقصف حلف شمال الاطلسي" الذي يستهدف يوغوسلافيا وأعرب عن "قلقه العميق من تطور الوضع". وأدلى تانغ بهذا التصريح في ختام لقاء مع نظيره الدنماركي نيلس هيلفيغ بيترسن خلال اليوم الثاني والاخير لزيارته الرسمية للدنمارك. واضاف: "نحن نعارض استخدام القوة. يجب اللجوء الى كل الوسائل لضمان حل سلمي في كوسوفو... نأمل نحن والدنمارك في ان تتم العودة الى طاولة المفاوضات وان يحل النزاع سلمياً وسياسياً". وذكر بموقف "الحكومة الصينية الواضح والتي تأمل من جهة، باحترام كامل لسيادة يوغوسلافيا كدولة مستقلة وسلامة أراضيها ومن جهة اخرى، بحماية حقوق المجموعات الاتنية بشكل كامل". مخاوف يونانية وفي اثينا ا ف ب صرح وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو في مقابلة نشرتها صحيفة "ايكسوسيا" اليونانية امس الجمعة، ان تغييراً في الحدود في منطقة البلقان سيؤدي الى "نتائج سلبية ومفجعة". واضاف ان تغييرا من هذا النوع ، "سيجر مشاكل خطيرة ويخلق مناخا في كل بلد يدفع كل اقلية الى المطالبة بحكم ذاتي او بالاستقلال ولا يمكن ان يتم ذلك بدون هدر الدماء". واكد انه "على كل الاطراف احترام وحدة وسلامة اراضي الدول وثبات الحدود في تسوية مشكلة كوسوفو". من جهة اخرى، اكد الوزير اليوناني ان حكومته "لا تخشى انعكاس نتائج مباشرة على اليونان"في الازمة الحالية. واضاف: "ليس هناك اي يوناني يرتاح للتطور في المنطقة"، مؤكداً من جديد ان "اليونان تؤمن بتسوية سلمية لمشاكل المنطقة وان التدخلات العسكرية لا يمكن ان تساعد الا في نطاق محدود جداً، في التوصل الى اتفاق سياسي". وقال باباندريو: "نحن بلد يريد استقرار المنطقة والسلام على المدى المتوسط والطويل الذي يمكن ان يؤثر على اقتصادنا وكذلك على امكان اسماع صوت واحد لبلداننا وشعوبنا ويكون لنا بذلك مكان على الخارطة". تنديد عراقي وفي بغداد ا ف ب ندد وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف امس ب "العدوان" الذي يشنه الحلف الاطلسي على يوغوسلافيا معرباً عن تضامن العراق مع هذا البلد. وطالبت بغداد بتشكيل "تحالف آسيوي" للوقوف في وجه الغطرسة الاميركية. ونقلت وكالة الانباء العراقية عن الصحاف قوله ان "العراق يدين العدوان على جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية ويؤكد تضامنه معها". وبعدما اكد حق يوغوسلافيا "الواضح والثابت في الدفاع الشرعي عن النفس وحماية استقلالها وسيادتها ووحدة اراضيها" طالب الصحاف ب "وقف الهجوم العسكري غير الشرعي" على هذا البلد. وتابع "ان العراق يدعو الى وقف الهجوم العسكرى غير الشرعي على يوغوسلافيا، كما يدعو دول العالم الى استخلاص النتائج والدروس من الدور الخطير الذي تقوم به الولاياتالمتحدة الاميركية وحلفاؤها في السوء على الساحة الدولية". تحالف آسيوي ودعت صحيفة "الثورة" الرسمية في تعليق حول هجمات حلف شمال الاطلسي على يوغوسلافيا، دول الشرق الى تشكيل تحالف "في مواجهة الغطرسة الاميركية". واعتبرت الصحيفة الناطقة باسم حزب البعث الحاكم في افتتاحية بعنوان "العدوان على يوغوسلافيا: المعاني والدلالات والافاق"، ان على "دول الشرق ان تتخذ خطوات ملموسة نحو تحالف وليس الاكتفاء باعلان الرغبة او الامل في ذلك بهدف مواجهة الغطرسة الاميركية التي تهدد امن العالم واستقراره ومصالح دوله وحقوقها". وسمت الصحيفة من بين هذه الدول الصين والهند "فضلاً عن جميع الدول الحريصة على استقلالها وخياراتها الوطنية.