امام حشد اعلامي كبير في مبنى الصحافة الاسرائيلي في تل ابيب، اعلن رئيس التجمع الوطني الديموقراطي عزمي بشارة ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الحكومة الاسرائيلية، ليكون بذلك اول فلسطيني يسعى الى خوض انتخابات لبلوغ هذا المنصب. وقال بشارة انه يعتبر ترشيح عربي لمنصب رئيس الحكومة خطوة تخدم التكتيك والاستراتيجية معاً. واضاف ان الهدف هو "وضع القضايا العربية في مركز الخارطة السياسية في اسرائيل والاعلان عن نيّات طرح دولة لجميع مواطنيها وليس لليهود فقط". وشرح بشارة على مدى نحو ساعة من الزمن الاسباب التي دفعته لاتخاذ هذه الخطوة، مشيراً الى ان العرب داخل اسرائيل هم وحدهم الجهة التي تطرح قائمة طويلة من التمييز ضدها في الدولة العبرية، وتساءل: "مَنْ الذين يطرح مسألة مصادرة اربعة ملايين دونم من العرب منذ عام 1948 حتى الآن؟ ومن الذي يطرح مؤامرة تخصيص الدولة قبل ان يتم توزيع اراضي اللاجئين على الكيبوتسات والموشافات القرى الزراعية اليهودية؟ ومن الذي يطرح سلاماً عادلاً وشاملاً في المنطقة؟ ومن سيطرح قضايا 80 قرية عربية لا تتعرف الدولة بوجودها على الخارطة؟". وقال بشارة ان الجواب هو العرب انفسهم وليس زعيم حزب العمل ايهود باراك ولا غيره. واضاف: "ان حزب العمل الذي يمثل اليسار في اسرائيل لن يأخذ الاصوات العربية في حساباته اذا ضمن انها في جيبه"، مشيراً الى ان ترشيح عربي لمنصب رئاسة الوزراء يشد باراك نحو اليسار ويوازن بذلك حزب اليمين المتطرف بزعامة بني بيغن الذي يشد زعيم تكتل ليكود ورئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي بنيامين نتانياهو نحو اليمين. ورفض بشارة بشدة ما أسماه "الاشاعات" في شأن إلحاق الضرر بإمكانات اسقاط نتانياهو. واشار الى انه "على العكس، فان ترشيح عربي لهذا المنصب يزيد من نسبة الناخبين العرب وهذا لصالح باراك الذي هو اقل سوءاً من نتانياهو اذا ما لبى مطالب العرب". واوضح ان من اهداف حملته "استثمار الصوت العربي في جولة الانتخابات الثانية من اجل الحصول على مكاسب للوسط العربي". واضاف: "على باراك ان يعطي الناخب العربي سبباً يدفعه للتوجه الى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية" من خلال تعهدات بتنفيذ مطالب المساواة والسلام العادل. وقال ان باراك لم يطرح في حملته الانتخابية اياً من القضايا العربية لانه يعتقد انها ستدفع اصوات اليهود بعيداً عنه، وعندما يشعر ان اصوات العرب ليست في جيبه، سيعمل على طرح هذه القضايا. واكد انه منذ الاعلان عن النيّة بترشيح عربي، بدأ باراك فعلاً للمرة الاولى بزيارة القرى العربية، فيما ذهب منافسه عن حزب الوسط اسحق موردخاي الى الاعلان عن نيته تعيين وزير عربي في حكومته في حال فوزه. اما الانجاز الاكبر في نظر بشارة فهو تشكيل الاحزاب العربية لجنة مشتركة مهمتها التفاوض بشكل جماعي مع المرشحين لرئاسة الحكومة. وقال في هذا السياق ان هذا "كان مطلب التجمع منذ البداية، ونحن اعضاء في هذه اللجنة وسنعمل بكل قوتنا لانجاح اهدافها". واعرب بشارة عن اسفه لفشل المساعي الرامية الى توحيد الاحزاب العربية في قائمة انتخابية مشتركة يخوض المرشح الاول فيها المنافسة على رئاسة الوزراء، وذلك على الرغم من التأييد الساحق لهذه الفكرة بين الجماهير العربية. واوضح ان بعض القيادات العربية "ولأسباب حزبية ضيقة" رفضت هذا الطرح الذي يلقى دعم الغالبية العربية، مشيراً الى انه خلال ثلاثة ايام فقط، جمع 33 الف توقيع من اصل 50 الف توقيع يحتاجها المرشح لخوض الانتخابات على هذا المنصب. وقال: "جازفنا بعدم البدء بجمع التواقيع قبل اربعة ايام فقط من الموعد النهائي المسموح قانونياً للتأكد من تأييد الناس له وكانت النتيجة كما توقعنا". وقال ان التجمع لم يرفض للحظة ترشح عربي من اي حزب آخر طالما حصل على اعلى الاصوات، لكن في آخر المطاف رفضوا هذه الفكرة. وجاءت ردة فعل حزب العمل بزعامة باراك سريعة، اذ طالب يوسي بيلين المسؤول عن "الطاقم العربي" في الحزب بشارة بالانسحاب من الانتخابات، مشيراً الى ان ترشيح الاخير نفسه سيضر بباراك. وقال بيلين في تصريحات: "من المعروف ان بشارة وموردخاي لن يجتازا نسبة الحسم وعليهما الانسحاب من السباق".