تنتظر الاوساط السياسية في اسرائيل بترقب شديد البيان السياسي الذي سيدلي به وزير الدفاع اسحق موردخاي عن موقفه من الانتخابات المقبلة، وامكان تركه "ليكود" والانضمام الى حزب الوسط الذي شكله رئيس الاركان السابق أمنون شاحاك. ورجحت مصادر برلمانية اسرائيلية ان يعلن موردخاي خلال ساعات انسحابه من "ليكود" الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بعد ان عرض عليه اقطاب حزب الوسط القيادة ومن شأن انسحاب موردخاي من حزب نتانياهو ان يضعف الاخير خصوصاً ان وزير الدفاع يتمتع بشعبية كبيرة بين اليهود الشرقيين السفارديم وتقف وراءه الجالية الكردية بأكملها. وحرص نتانياهو على تسجيل اسم موردخاي في قائمة "المرشحين المفضلين" في انتخابات الحزب المقرر ان تجري في النصف الاخير من الشهر المقبل التي تم توزيعها بين اعضاء مركز الحزب ال 2700 في اليومين الماضيين، فيما تم استثناء اعضاء بارزين آخرين في هذه القائمة مثل وزيرة الاتصالات ليمور ليفنات وموشيه آرنيز والوزير موشيه كتساب. ورفض موردخاي طوال سحابة نهار امس الخميس كشف نياته، مشيراً الى انه "سيعلم نتانياهو اولاً" بقراره قبل ان يطلع الرأي العام عليه. ولكنه قال ان "قلبه مع الليكود ولكن رأسه فلا". ويتوجب على موردخاي اعلان قراره صباح اليوم قبل اغلاق لائحة المرشحين على قائمة "ليكود". ورفض شاحاك كذلك تأكيد او نفي هذه الانباء. وقال في تصريح للتلفزيون الاسرائيلي انه يرحب بانضمام موردخاي للحزب، ووصف موردخاي بأنه "ذخر لكل حزب سياسي في البلاد". وقال في رده على سؤال ما اذا عرض على موردخاي رئاسة الحزب قال شاحاك: قلت "ان من يستطيع قيادة الحزب الى الفوز في الانتخابات سيتولى المنصب الاول فيه". ولكن مصادراسرائيلية عليمة اكدت ان شاحاك ابلغ موردخاي رسمياً انه ان كان هو صاحب الفرصة الافضل لاسقاط نتانياهو، فسيكون الشخص الرقم واحد ايضاً. واجتمع شاحاك ودان مريدور وروني ميلو مرتين خلال الساعات ال 48 الماضية، كان آخرها في منزل موردخاي الليلة قبل الماضية في محاولة اخيرة لاقناعه بأنهما "معاً قادرين" على تجاوز زعيم حزب العمل المعارض ايهود باراك في السباق، ومواجهة نتانياهو في الجولة الثانية من الانتخابات. وانعدمت فرص موردخاي بالانضمام الى حزب العمل بقيادة باراك بعدما سجل ألدّ اعدائه الجنرال متان فلنائي نفسه في قائمة هذا الحزب، الامر الذي ترك موردخاي امام خيار واحد فقط وهو حزب الوسط الذي يضم "الاصدقاء والرفاق" في الجيش الاسرائيلي. ويعود تردد مورخادي الى تخوفه من خسارة مركزه في حزب "ليكود" وخسارة حزب الوسط ايضاً واضطراره في نهاية المطاف الانضمام مع حزب الوسط بأكمله الى حزب العمل ضمن قائمة "اسرائيل واحدة" التي دعا اليها باراك في الجولة الثانية من الانتخابات لاسقاط نتانياهو. وفي الوقت ذاته تتناغم مواقف موردخاي السياسية مع شاحاك. فكلاهما يؤمنان بضرورة تنفيذ اتفاقات اوسلو وتبعاتها ويتخوفان من ان تجرّ سياسية نتانياهو الى حرب مع الفلسطينيين. وشاحاك ذاته، لا يريد ان يفقد موردخاي بعدما فقد دايفيد ليفي حزب غيشر وحاييم رامون من حزب العمل وحركة ميماد الدينية وفلنائي. وقالت مصادر اسرائيلية ان موردخاي انتظر قرار فلنائي بالانضمام الى حزب العمل قبل ان يعلن هو قراره المرتقب بالانسحاب من "ليكود" ليقطع الطريق على فلنائي بالانضمام الى التكتل الذي يتماثل الاخير معه فكرياً. وتسمر "لعبة الكراسي" التي تشارك فيها الشخصيات السياسية البارزة في الاحزاب الاسرائيلية من اليمين واليسار حتى فترة وجيزة قبل اجراء الانتخابات في 17 ايار مايو المقبل لتؤكد ان هامش الاختلاف بين الحزبين الكبيرين جد صغير.