تصوت اللجنة التنفيذية لحزب التجمع الوطني الديموقراطي قومي عربي اليوم الثلثاء على ترشيح اول عربي فلسطيني لمنصب رئاسة الحكومة الاسرائيلية، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية منذ انشائها. وعلمت "الحياة" ان التوجه السائد داخل التجمع هو اقرار ترشيح رئيس الحزب عزمي بشارة للمنصب السياسي الأول في اسرائيل، الامر الذي سيفتح فصلاً جديداً في تاريخ العلاقات بين الدولة العبرية والعرب الفلسطينيين فيها الذين خضعوا لأكثر من 51 عاماً بدءاً من 1948 تحت حكمها العسكري. ومنذ اللحظة الأولى التي التقط فيها بشارة نماذج الترشيح على رئاسة الحكومة، ثارت ضجة في وسائل الاعلام الاسرائيلية حول هذه الخطوة التي تضع علامة استفهام كبيرة على مستقبل اسرائيل التي تعتبر نفسها "دولة اليهود" في مقابل شعار بشارة "دولة لجميع مواطنيها". وقال بشارة في حديث خاص لپ"الحياة": "آن الأوان لطرح الاقلية العربية في محور الخارطة السياسية في اسرائيل للاستجابة الى مطالبها". وأوضح بشارة انه "بات واضحاً اننا العرب لم نعد "لسان ميزان" فقط في انتخابات رئاسة الحكومة... وهنالك مجال للمساومة مع المرشحين ضد نتانياهو". وأشار الى انه بعد قرار عضو الكنيست اليميني المتطرف بني بيغن التنافس على رئاسة الحكومة لوضع اليمين على الخارطة السياسية، تحتم على العرب ان يفعلوا الشيء ذاته. وأوضح ان خطوة حزبه "مدروسة"، مؤكداً ان القرار لن يغامر في أي حال من الاحوال بامكان صعود زعيم حزب ليكود رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي بنيامين نتانياهو الى سدة الحكم من جديد. ولن تحسم الجولة الأولى من الانتخابات على منصب رئاسة الحكومة الفائز بوجود أربعة مرشحين لهذا المنصب، وهم: زعيم حزب العمل ايهود باراك، وزعيم حزب الوسط الجديد اسحق موردخاي، وزعيم حزب اليمين المتطرف لم يتفق على اسم لهذا الحزب بعد بني بيغن نجل رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق مناحيم بيغن. وقال بشارة انه سيسحب تنافسه على هذا المنصب في حال انسحاب كل من موردخاي وبيغن من السباق وبقاء نتانياهو وباراك وحيدين في الجولة الأولى من الانتخابات. وطرح بشارة للمرة الأولى فكرة مرشح عربي لرئاسة الحكومة قبل سنتين، الأمر الذي أثار حفيظة اليمين الاسرائيلي. وفي حينه طالب احد اقطاب حزب بني بيغن آلان ميخائيل كلاينر بتمرير قانون في الكنيست الاسرائيلية يحظر على العرب ترشيح انفسهم لمنصب رئاسة الحكومة، الا ان اقتراحه رفض للحرج الذي يسببه للدولة العبرية التي تعتبر نفسها "واحة الديموقراطية في الشرق الأوسط". ويرى بشارة ان ترشيح نفسه او اي عربي آخر لهذا المنصب "يأتي في الاطار التثقيفي للوعي العربي القومي بين الفلسطينيين داخل اسرائيل". وربما يرى فيه البعض "خطوة في مشوار الألف ميل باتجاه دولة ثنائية القومية". ومن المقرر ان يبدأ بشارة جمع 50 ألف توقيع لاقرار طلب ترشيحه. ويشكل الفلسطينيون داخل الخط الاخضر 20 في المئة من عدد السكان الاجمالي في اسرائيل ويزيد عددهم عن مليون شخص. وأظهرت نتائج استطلاع للرأي ان بشارة سيحصل على اكثر من 55 في المئة من الاصوات العربية، فيما سيحصل رئيس حزب العمل باراك على 25 في المئة. ووفقاً للاستطلاع ذاته سيحصل نتانياهو على ثلاثة في المئة من الاصوات العربية. ويرى محللون سياسيون ان من شأن هذه الخطوة تعزيز الشعور بالوحدة بين العرب الفلسطينيين في اسرائيل وتحجيم الاصوات العربية التي تذهب الى الاحزاب الصهيونية.