طاولت الاتهامات بالفساد والرشوة الكرملين وأجرت النيابة العامة امس الثلثاء تحريات في المكتب الرئاسي، بعدما تلقت معلومات من النائبة العامة السويسرية كارلا دل بونتي التي وصلت الى موسكو امس تتعلق بتورط رئيس المديرية بافل بورودين وابنة الرئيس بوريس يلتسن تاتيانا في فضائح مالية. واستقبلت بونتي استقبالاً يليق برؤساء الدول اذ احتشدت عشرات الكاميرات التلفزيونية في مطار موسكو. ووصلت النائبة العامة السويسرية المعروفة بموقفها الحازم في مطاردة المافيات وعمليات تنظيف الأموال، لتكشف تورط شركة "مابيتيكس" في تسليم رشاوى الى كبار المسؤولين مقابل الحصول على عقود لبناء الجناح الرئاسي في الكرملين ومبنى الحكومة وعدد من دور الضيافة الرئاسية. وقدرت صحيفة "كويرسانت" قيمة الرشاوى الاجمالية ببليون دولار. وكان الرئيس السابق للشركة مواطناً روسياً هو فيكتور ستولبوفسكيخ سجل باسمه قصراً ضخماً شيّد في موسكو لاقامة ابنة الرئيس تاتيانا. وتمنح القوانين السويسرية الشركات المحلية حق تسجيل "العمولات" وأسماء الحاصلين عليها لتعفى الرشاوى من الضرائب، ولذا طلب رئيس النيابة العامة الروسية يوري سكوراتوف من نظيرته السويسرية جرداً بالأسماء. وأجرت السلطات السويسرية بالفعل تحريات في مكاتب "مابيتيكس" لم تعلن نتائجها، الا ان البحث عن الحقيقة كلف سكوراتوف ثمناً باهظاً. فقد ارغم على تقديم استقالته بعدما عرض عليه شريط فيديو سجل بكاميرا خفية ظهر فيه مع فتيات عاريات. الا ان مجلس الفيديرالية الشيوخ رفض المصادقة على الاستقالة واستمر سكوراتوف في اداء مهامه ما اعتبر مصدر خطر على الكرملين. وبدأ اسوأ التوقعات يتحقق امس حينما شرع موظفو النيابة العامة في تحريات وضبط وثائق في مديرية اعمال يلتسن واستجوبوا عدداً من نواب رئيسها بافل بورودين الذي يعد من اقرب اصدقاء و"كاتم اسرار" عائلة الرئيس. وفي محاولة لتبديد الشبهات عقد الرئيس الحالي لپ"مابيتيكس" بهجت باكولي، وهو من البان كوسوفو، مؤتمراً صحافياً في موسكو امس نفى فيه تقديم رشاوى وذكر انه حصل على عقود البناء عبر طرق مشروعة. ومن جانبه اكد بافل بورودين انه "لا يخاف" مما قد تكشفه النائبة العامة السويسرية وافترض ان الحملة ضد "مابيتيكس" دبرها منافسون لها داخل روسيا وخارجها. الا ان هناك دلائل متزايدة على ان الكرملين محاصر وتلقى امس ضربة جديدة عندما أعلن رئيس لجنة الأمن في البرلمان فيكتور ايليوخين انه سلم النيابة العامة وثائق تثبت ضلوع افراد من عائلة يلتسن في نهب اموال الدولة. وذكر ان هناك براهين على ان قرض صندوق النقد الدولي الذي منح الى روسيا صيف العام الماضي حول نصفه 2.3 بليون دولار الى بنك "اوستوست" الألماني ليوزع على عدد من كبار الموظفين وأفراد عائلة الرئيس. وأضاف ان مبلغ 235 مليون دولار حول الى بنك "اوف سيدني" ومنه الى شركة استرالية تملك تاتيانا دياتشنكو ابنة يلتسن 25 في المئة من اسهمها.