في مستهل حملة لمكافحة الفساد، اعلن في موسكو امس الاربعاء عن اعتقال وزير العدل السابق فالنتين كوفاليوف بتهمة اختلاس اموال عامة. وجاء ذلك في وقت اكد احد كبار المسؤولين ان الرشوة اصبحت "المخرب الاخطر للدولة". في غضون ذلك، اكد المحققون ان تحريات في شركة "سيبنفط" التي دهمت اول من امس، اظهرت وثائق تثبت عمليات "غير شرعية" للتنصت على مكالمات بين مسؤولين، ذكر ان بينهم عدد من افراد عائلة الرئيس بوريس يلتسن. وعقد مسؤولو النيابة العامة اجتماعاً موسعاً امس بعد اقصاء رئيسهم يوري سكوراتوف، ذكر نائبه الاول يوري تشايكا ان الرشوة "بلغت معدلات غير مسبوقة". واضاف ان روسيا تشغل حالياً المرتبة الخامسة في العالم بين الدول الاكثر فساداً، بعد فنزويلا ونيجيريا وباكستان والكاميرون. واعرب تشايكا عن القلق لأن المحاكم تصدر احكاماً "مخففة" واحياناً توقف تنفيذها عند مقاضاة المرتشين. وذكر ان تسعة بلايين دولار هربت من روسيا في صورة غير شرعية خلال العام الماضي. واشار الى ان هذا المبلغ يفوق ما تطلبه الحكومة من صندوق النقد الدولي حالياً. وتزامنت تصريحات المسؤول في النيابة العامة مع القاء القبض على وزير العدل السابق الذي كان استقال بعد نشر صور له في حمام مع "فراشات ليل" عاريات. وذكر نائب وزير الداخلية ايغور كرجيقنيكوف ان كوفاليوف متهم بسرقة 50 الف دولار حينما كان وزيراً. وذكر عدد من وسائل الاعلام ان حملة الاعتقالات التي يتوقع ان تتصاعد وتيرتها، مرتبطة مباشرة بإقالة رئيس النيابة العامة يوري سكوراتوف الذي اتهم ب "التراخي". من جهة اخرى اشار عدد من الساسة الى ان اقالة سكوراتوف ربما كانت بتحريض من البليونير المعروف بوريس بيريزوفسكي الذي يخوض معركة مكشوفة ضد رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف. وكانت اجهزة الامن قامت بتحريات في شركة "سيبنفط" التي يسيطر عليها بيريزوفسكي، بعدما كشفت معلومات عن قيام جهازها الامني بتسجيل مكالمات افراد عائلة يلتسن. واكد المحققون امس انهم عثروا على اشرطة سمعية وبصرية واجهزة تنصت متطورة قالوا انها استخدمت في صورة غير شرعية.