ابتدأ مهرجان بودابست الربيعي يوم الجمعة 12 آذار مارس ويستمر لغاية 28 من الشهر نفسه. ويتضمن المهرجان السنوي الشهير الذي يقام للمرة التاسعة عشرة هذا العام تقديم عروضٍ فنية يصل عددها الى 200 عرضٍ في 60 موقعاً في العاصمة المجرية. وتتنوع العروض المقدمة بين أصناف الفنون المختلفة مثل الموسيقى الجادة والباليه والاوبرا والرقص والموسيقى الشعبية والرقص الحديث والمسرح والامسيات الأدبية بالاضافة الى الموسيقى الحديثة الخفيفة. وينظم خلال فترة المهرجان العديد من المهرجانات الصغيرة المتخصصة، مثل الملتقى الوطني للرقص الشعبي والمهرجان الدولي الثاني لموسيقى الايقاع واللقاء العالمي السنوي لفرق موسيقى الجيش واللقاء العالمي للتراث العسكري وغير ذلك. والمهرجان فرصة طيبة للشركات في التسابق للحصول على أكبر قدر من الدعاية. واستطاع مجمع التيسا للكيماويات، أكبر شركة لانتاج اللدائن في وسط أوروبا، الحصول على لقب ممول المهرجان بدعمه تنظيم المهرجان مالياً. وتمر ذكرى الثورة التحررية المجرية 1848-1849 أثناء فترة المهرجان، ويرتبط عدد من فعالياته بهذه المناسبة، منها ملتقى فرق الهوسار العسكرية، وهو لقاء تقليدي لسلاح الفرسان الذي اشتهر في أوروبا قبل الحرب العالمية الاولى. وكلمة هوسار مجرية وتعني "قائد على عشرين" وقد تقابل رتبة ملازم، وكانت هذه الوحدات من أخطر أسلحة الجيوش في القرن التاسع عشر لشدة بأس المقاتلين وسرعة حركتهم على الخيول. وشكل المقاتلون المجريون عماد هذه الوحدات في الجيوش الأوروبية. واستعرضت فرق موسيقى الجيش القادمة من هولندا وتشيكيا وبولندا والنمسا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر على إيقاع 33 طبلاً كبيراً عند ساحة الأبطال، وبلغ مجموع عدد العازفين في هذه الفرق 500 عازف، قدموا سوية "انشودة الفرح" من السيمفونية التاسعة لبيتهوفن التي أضحت النشيد الأوروبي، وقطعة من أوبرا "يانوش هاري" للموسيقار المجري زولتان كوداي. وتقدم الفرق الموسيقية المجرية أفخر ما لديها خلال هذا المهرجان. ويسهم العديد من الفنانين العالميين والفرق المعروفة في تقديم الحفلات الموسيقية، منها الاوركسترا الفلهارمونية اللندنية التي يقودها قائد الاوركسترا الألماني الشرقي الشهير كورت مازور، حيث ستقدم حفلة الختام يوم 28 آذار . وتقدم فرقة الاوبرا المجرية من مدينة كولوجفار في ترانسلفانيا برومانيا حفلة، وجاءت فرقة موسيقى الحجرة السلوفاكية لتقديم أفخر ما لديها. وستقدم فرق الرباعيات الوترية عدداً من الحفلات، وموقع إحداها سيكون بيت الموسيقار المجري بيلا بارتوك. ويعتبر ملتقى الرقص الشعبي المجري من بين الأحداث التي تستقطب الآلاف من المشاهدين المجريين والأجانب الذين يشتركون في الرقص، إذ تتحول ساحة أكبر صالة رياضية مغلقة الى مسرح للرقص. وكعادتها، ستشترك المغنية الشعبية الشهيرة مارتا شَبَشْتْيَين في تقديم الجديد مما جمعته من روائع الغناء الشعبي المميز لدول حوض الكاربات والبلقان. وشَبَشْتْيَين حصلت على جائزة غرامي عن اغنيتها في فيلم "المريض الانكليزي" الذي حاز على شهرة عالمية. بطبيعة الحال لم يكن في شعار مهرجان بودابست الربيعي لهذا العام ما يثير أية مفاجأة، ف"وداع القرن العشرين" يحضر بكل التوكيد في العديد من فعاليات المهرجان. وتحوم في سماء المهرجان أسماء أشهر موسيقيي بدايات القرن العشرين مثل إيغور سترافنسكي وغوستاف مالر ومودست موسورسكي وسرغَي بروكوفييف، والموسيقيين المجريين بيلا بارتوك وزولتان كوداي وشاندور روجا وهو الذي ألف موسيقى أشهر أفلام هوليوود في الأربعينات والخمسينات.