مرسى مطروح، مدينة شهدت احداثاً تاريخية مهمة سجلتها متاحفها، وبينها المتحف اليوناني - الروماني، وحديثاً المتحف الحربي الذي سجل نضال الجيش المصري وصموده امام قوات الغزاة الالمان والايطاليين على حدود المدينة خلال الحرب العالمية الثانية في منطقة العلمين. ومطروح ليست موقعاً تاريخياً او مدينة سياحية فحسب، بل تعتبر منتجعاً صحياً بكل معاني الكلمة ليس لما تحتويه مدنها من عيون مائية معدنية طبيعية تعالج بعض الامراض، وليس لرمالها الساخنة التي تشفي امراضاً اخرى، بل ان المدينة كلها واحة للصحة لخلوها من التلوث والضوضاء وهذا هو سر عشق الوافدين لها. محافظ مرسى مطروح اللواء كمال احمد عامر محافظ مرسى مطروح يقدم محافظته قائلاً: "مساحتها 220 ألف كيلومتر مربع وهي من أجمل الشواطئ على البحر المتوسط، لان معظمها ثمرة التكوينات الطبيعية، كما ان المد والجزر يميزها بنقاء المياه، بالاضافة الى نقاء الجو فنحن محافظة صديقة للبيئة، اما بقية المساحة فتمتد 400 كيلومتر الى الجنوب ويبلغ عدد سكانها 218 الف نسمة، وهم يعيشون في واحات هادئة نقية من كل عوامل التلوث، ويجمعون في حياتهم بين الفطرة والتطور، وتعتبر هذه الواحات مصحات طبيعية يقبل عليها المصريون والسياح من كل البلدان العربية والاجنبية". وجعل موقع المدينة من مطروح اشبه بمنطقة سوق حرة، ومنطقة تكامل مع كل الدول المجاورة، سيما وانها من المدن القليلة التي تنتج الحمضيات والفواكه الخالية من المبيدات، ما يعطيها مكانة متميزة بين بقية المحافظات. ومحافظة مرسى مطروح عامرة بالاماكن السياحية والترفيهية مثل شاطئ كليوباترا وعجيبة، ومجموعة القرى السياحية التي جذبت المصريين والسياح العرب في مختلف البلدان، وهناك مناطق سياحية تاريخية مثل منطقة العلمين، والنصب التذكارية المجاورة لها، والمتحف الحربي الذي يعرض تاريخ ومعارك الحرب العالمية الثانية ومقابر الحلفاء، والمتحف اليوناني الروماني. كذلك مدينة سيوة والتي كانت معروفة قديماً بپ"شالي" وتحوي آثاراً نادرة عدة تمثل عصوراً تاريخية مختلفة. ويشير محافظ مطروح الى اهمية المنطقة على صعيد السياحة العلاجية، فهناك جبل الدكرور المعروف بجبل الدفن، وله شهرة كبيرة في علاج مرضى الروماتيزم حيث يلجأ المرضى الى دفن الجزء المصاب من الجسد في الرمال الساخنة عند سفح جبل الدكرور. وكذلك هناك المياه المعدنية الطبيعية المتفجرة من اعماق كبيرة في الارض، والخالية تماماً من الأملاح والشوائب وهي تساعد في علاج امراض جلدية عدة. وعموماً تعتبر مدينة سيوة منتجعاً سياحياً ومشفى وواحة نقية خالية من التلوث بكل انواعه، فهي محمية طبيعية بمعنى الكلمة. ويقول المحافظ ان وزير السياحة الدكتور ممدوح البلتاجي وضع مرسى مطروح على خريطة الوزارة السياحية. كما خُصص موقع لمدينة سيوة على شبكة الانترنت تعرض من خلاله كل المعلومات الخاصة بسيوة وآثارها وعيونها الطبيعية، وبقية المعلومات التي تهم السائح. اما الغاز الطبيعي، وهو احد المقومات المهمة للطاقة، فستشهد المحافظة قفزة كبيرة في انتاجها البالغ 300 مليون متر مكعب ليصل الى 900 مليون متر مكعب. وخططت المحافظة لجملة من المشاريع السياحية الجديدة، بهدف جذب مزيد من السياح والمصطافين وادخال موارد جديدة، وعلى رأس هذه المشاريع الجديدة، شاطئ مبارك الذي كان حلماً باعتباره افضل واجمل شواطئ المحافظة، لرماله وتكويناته الطبيعية ويبلغ طوله نحو كيلومترين. وهناك مشروع تطوير شاطئ كليوباترا والغرام بهدف اضافة ملامح جديدة لهما بكلفة تبلغ خمسة ملايين جنيه مصري. متحف مطروح وثمة مشروع لانشاء متحف مطروح القومي، الذي يهدف الى الحفاظ على تراث المحافظة القومي. حصلت المحافظة على موافقة وزير الثقافة السيد فاروق حسني وتم تخصيص منطقة لإنشاء مكتبة عامة للمحافظة، تكون نواة للتوسع في المشاريع الثقافية، ومنها عرض سينمائي. أما مشكلة الألغام، التي تمثل عقبة أمام المد السياحي في مطروح، فيقول المحافظ إنه بحث القضية مع السفير الأميركي لدى القاهرة قبل أيام، وتم الاتفاق على طرح القضية أمام المسؤولين في بريطانيا وايطاليا للعمل على القضاء عليها، سيما أن عدد الألغام كبير ومنتشر في مواقع عدة. يذكر أن هناك نحو 22 مليون لغم موزعة على منطقتين هما المنطقة الشرقية لمطروح، وفيها نحو 17 مليون لغم، بالإضافة الى خمسة ملايين لغم مدفون في منطقة العلمين. أما الخطة العاجلة فتتمثل في زيادة حصة المحافظة من المياه من 15 ألف متر مكعب الى 250 ألف متر مكعب. كما تم الاتفاق مع وزارة الاسكان والتعمير على إنشاء خط مياه عكرة طاقته 66 ألف متر مكعب لاستخدامه في الحاجات الزراعية في المحافظة، بدلاً من المياه الصالحة للشرب، التي كانت تهدر في أمور أخرى. أما عن الخطة الآجلة فهي تنقسم الى قسمين: الأولى: هي إجراء الدراسات اللازمة لاستخدام مياه البحر بعد تحليتها. والقسم الثاني، هو إنشاء محطة تنقية مياه خاصة بمحافظة مطروح تعمل بطاقة قدرها 400 ألف متر مكعب يومياً، ويجري حالياً اختيار الموقع المناسب لها. وهناك مشروع استثماري معروض حالياً على المستثمرين، لاستغلال المياه المعدنية من آبار مدينة سيوة، والمعروفة بنقائها، عبر أنابيب تمتد من تلك العيون أو الآبار في سيوة الى مدينة مطروح. ويتكلف هذا المشروع نحو 600 مليون جنيه مصري طبقاً للدراسات المبدئية.