لعبت الواحات المصرية دورا كبيرا في حركة التجارة بين مصر وجيرانها خصوصا السودان وليبيا وشهدت أحداثا هامة. وتضم الواحات عشرات المواقع الأثرية بالإضافة إلى المحميات الطبيعية والتنوع الهائل في طبيعة ولون الرمال والتلال. في كتابه "الواحات المصرية جنان مصر البعيدة " الصادر أخيرا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب يقدم "محمد التداوي" فكرة مبسطة ومصورة لخمس واحات مصرية تقع كلها في الصحراء الغربية من مصر. يقدم الكتاب في شكل رحلة بين الواحات الخمس، بدأ من الشمال بواحة سيوة أهم وأشهر الواحات المصرية ثم توجه إلى جهة الجنوب الشرقي عبر فيها صحراء مجردة لمسافة 420 كيلومترا تقريبا حتى الوصول إلى الواحة البحرية ثم إلى واحة الفرافرة تقابلها الصحراء السوداء والبيضاء ثم الواحة الداخلة بتنوعها وكثرة قراها ومزارعها نهاية بالواحة الخارجة بآثارها المتنوعة. ينقسم الكتاب إلى خمسة أقسام يتحدث المؤلف في القسم الأول عن واحة سيوة وموقعها الجغرافي، وتقع إلى أقصى الغرب على الحدود المصرية الليبية وإلى الجنوب الغربي من مدينة مطروح ثم يعطينا الكاتب فكرة عن سكان الواحة وتطور الديانة في سيوة، متحدثا عن آثار سيوة وأهم المزارات بها ومنها معبد الوحي معبد أم عبيدة مقبرة سي آمون جبل بلاد الروم، والمزارات الطبيعية مثل عين كليوباترا وعين فطناس والبحيرات منطقة الشعاب المرجانية القواقع المتحجرة، وغيرها من المزارات والمناظر الطبيعية الخلابة من خلال مجموعة من الصور. وفي القسم الثاني يتحدث الكاتب عن الواحة البحرية التي ما زالت تحتفظ بصفتها القديمة (البحرية) التي أعطتها إياها كثرة البحيرات قديما، ويقدم مجموعة من الصور للواحة وآثارها مثل مقبرة باننتيو معبد المفتلة معبد الإسكندر الأكبر جبل الإنجليز الصحراء السوداء والعيون والبحيرات. وفي القسم الثالث يأخذنا الكاتب إلى واحة الفرافرة، وهي الأصغر حجماً بين الواحات المصرية، ومن آثار ومزارات الواحة الطبيعية قصر الفرافرة الذي لم يعد له أثر غير كومة من الرديم بير بشوي بير ستة متحف بدر، ويتحدث عن محمية الصحراء البيضاء وتكويناتها الطباشيرية وكهف جارا بتكويناته الكلسية. ويصور في القسم الرابع الواحة الداخلة ومزاراتها الأثرية مثل قرية القصر الإسلامية وبها بقايا مسجد من القرن الأول الهجري معبد دير الحجر مقابر المزوقة وغيرها، وكذلك المزارات الطبيعية مثل بحيرة قلمون والبير الضاحك. وينهي الكاتب رحلته في الواحة الخارجة التي سميت كذا لقربها من وادي النيل وبعدها عن باقي واحات الصحراء، ويتناول آثارها مثل أطلال الخارجة القديمة جبانة البجوات معبد هيبس واحة باريس ومتحف الوادي الجديد.