يزور الرئيس زين العابدين بن علي المغرب الاثنين والثلثاء تلبية لدعوة من الملك الحسن الثاني في زيارة رسمية للمغرب هي الأولى منذ اكثر من احد عشر عاماً. وكان الرئيس التونسي زار المغرب مرتين في 1989 للمشاركة في القمة التأسيسية للاتحاد المغاربي وفي 1991 لحضور الاجتماع الرابع لمجلس رئاسة الاتحاد في الدار البيضاء. وأفاد مصدر رسمي تونسي امس ان الزيارة تندرج في اطار التطور المستمر الذي تشهده العلاقات الثنائية والذي جسده تكثيف تبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين وحجم اتفاقات التعاون التي تم التوصل اليها في مجال الاقتصاد والتربية والاعلام والرياضة والنقل والسياحة والشباب وحماية البيئة. وكانت العلاقات بين الرباطوتونس عرفت دفعة قوية بعد تشكيل الحكومة الحالية برئاسة السيد عبدالرحمن اليوسفي الذي زار تونس الصيف الماضي حيث رأس مع نظيره الدكتور حامد القروي اجتماعات اللجنة العليا المشتركة في اعقاب جمود استمر ثلاثة أعوام، ثم تلتها زيارات عدة لوزراء مغاربة وتوانسة في الاتجاهين. وأكد المصدر التونسي الذي رفض كشف اسمه ان زيارة بن علي "ستشكل انعطافاً ونقلة نوعية في التعاون الثنائي وستعطي دفعة مهمة للعلاقات بين البلدين". وأوضح ان تونسوالرباط تعتزمان تطوير آليات التعاون وإبرام اتفاق يتعلق بانشاء منطقة للتبادل الحر بين البلدين على غرار المنطقة التي باشرت تونس اقامتها مع مصر. وأفاد ان المحادثات السياسية بين العاهل المغربي والرئيس التونسي ستتطرق الى آليات تنشيط الاتحاد المغاربي تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا الذي جُمدت مؤسساته منذ 1995 في اعقاب قرار المغرب تعليق عضويته فيها احتجاجاً على الموقف الجزائري من قضية الصحراء الغربية. كذلك تشمل المحادثات بين الزعيمين تعطل مسار التسوية السلمية في الشرق الأوسط وآفاق الشراكة الأوروبية - المتوسطية في ضوء المؤتمر الوزاري الذي تستضيفه ألمانيا الشهر المقبل بمشاركة وزراء خارجية سبعة وعشرين بلداً أوروبياً ومتوسطياً، والبحث في العلاقات الممكنة مستقبلاً بين الاتحاد المغاربي والتجمعات الاقليمية الاخرى.