يصل رئيس الوزراء المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي غداً الى تونس في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام يرأس خلالها الوفد المغربي الى اجتماعات الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة. وهي الزيارة الأولى لليوسفي الى دولة مغاربية منذ توليه رئاسة الحكومة المغربية. ويتوقع ان تعطي زيارته دفعاً للعلاقات بين تونس والمغرب بعد البرود الذي شهدته منذ العام 1996. ويرافق اليوسفي وفد حكومي يضم وزير الداخلية ادريس البشري ووزير الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية العلمي التازي ووزير الصحة السيد عبدالواحد الفاسي ووزير الزراعة والتنمية المحلية السيد حبيب المالكي والناطق باسم الحكومة السيد خالد عليوة والوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف الشؤون المغاربية والعربية والاسلامية السيد عبدالسلام زنيند. وترتدي زيارة اليوسفي لتونس أهمية خاصة كونها تأتي بعد برود في العلاقات استمر منذ 1996 تاريخ الاجتماع الأخير للجنة العليا المشتركة، وكونها تكرس. كما تشكل تقارباً بين "التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم في تونس و"الاتحاد الاشتراكي" الذي يتزعمه اليوسفي بعدما شهدت العلاقات بينهما "خضات" قوية في السنوات الأخيرة. وتتركز اجتماعات اللجنة العليا على تقويم التعاون الثنائي في الفترة السابقة ومناقشة آفاق تنشيطه ودرس مشاريع اتفاقات جديدة لتطويره بالاضافة الى المجالات التقليدية. وستتوزع اللجنة العليا الى لجان فرعية تجتمع الأربعاء تمهيداً لعقد الجلسة الختامية صباح اليوم التالي للتوقيع على محاضر الاجتماعات. وعلمت "الحياة" ان وفداً من رجال الأعمال المغاربة برئاسة رئيس اتحاد المقاولات السيد عبدالرحيم الحجوجي سيرافق اليوسفي الى تونس لفتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي، وسيعقد اليوسفي لقاء مع رجال الأعمال والصناعيين التونسيين في اطار الأهمية المتزايدة التي بات يرتديها القطاع الخاص في تنشيط العلاقات الثنائية. ووصل الى تونس أمس وفد من كبار الموظفين والفنيين المغاربة للمشاركة في اجتماعات مع نظرائهم التونسيين يبدأ اليوم تمهيداً لاجتماع اللجنة العليا واستكمالاً للاجتماعات التي عقدتها لجنة المتابعة الاسبوع الماضي في الرباط برئاسة وزير الدولة التونسي للشؤون المغاربية والافريقية صادق فيالة ونظيره عبدالسلام زنيند. وفي الرباط، قالت مصادر مغربية ان اليوسفي سيعرض مع القروي وضع الاتحاد المغاربي، وتطورات العلاقة بين المغرب والجزائر، وكذلك جهود رفع العقوبات عن ليبيا. وذكرت المصادر ان اجتماعات اللجنة العليا المشتركة ستتوج بابرام اتفاقات عدة للتعاون، في مقدمها امكان انشاء "منطقة للتبادل التجاري الحر"، وتكريس خطة لتنقل الأشخاص والبضائع وتمليك رعايا البلدين عقارات ومنشآت اقتصادية وتجارية. وتوقعت ان تساهم المحادثات المغربية - التونسية في معاودة الاهتمام بمستقبل الاتحاد المغاربي، على أساس ان تفعيل العلاقات الثنائية من شأنه أن يسهم في ايجاد مناخ جديد للتفاهم والانفراج ينعكس ايجاباً على مشروع احياء الاتحاد المغاربي الذي يعتريه الجمود منذ فترة طويلة. ومعلوم ان تونس ترأس الأمانة العامة للاتحاد عبر السيد محمد عمامو الذي انتهت فترة ولايته، لكن عدم انعقاد قمة مغاربية منذ سنوات حال دون انتخاب خليفة له. وكانت الرباط أبدت أخيراً مزيداً من الانفتاح في علاقاتها مع العواصم المغاربية. فقد عين العاهل المغربي الملك الحسن الثاني سفيراً جديداً لبلاده في نواكشوط، هو الديبلوماسي عبدالرحمن بنعمر الذي أجرى أخيراً اتصالات مع المسؤولين الموريتانيين طاولت نزاع الصحراء وآفاق المغرب العربي والتعاون الثنائي. كما زار المغرب رئيس الوزراء الليبي محمد أحمد المنقوش في سياق تفعيل العلاقات المغربية - الليبية. وتشكل أعمال اللجنة العليا المغربية - التونسية التي تبدأ غداً محطة بارزة في اطار دعم العلاقات الثنائية التي تعرف انفراجاً ملحوظاً. ويقول ديبلوماسي مغاربي في الرباط ان وضع تونس في المجموعة المغاربية يؤهلها للقيام بدور بارز في معاودة الاهتمام بالبناء المغاربي. وسبق لتونس وليبيا ان قامتا قبل نحو عامين بمبادرة وساطة للحؤول دون تدهور العلاقات بين المغرب والجزائر بعدما دعت الرباط الى تعليق مؤسسات الاتحاد المغاربي احتجاجاً على موقف الديبلوماسية الجزائرية ازاء تطورات ملف الصحراء.