أكد الرئيس الايراني سيد محمد خاتمي ورئيس الحكومة الايطالية ماسيمو داليما رغبة بلديهما في "تدشين عهد جديد من التعاون بين ايران والاتحاد الاوروبي". وشدد داليما على ان لدى روما "ارادة جدية لتعزيز روابطها مع ايران من دون تحفظ" راجع ص6. وأعطت ايطاليا اشارات الى استعدادها للعب دور يسهّل تطبيع العلاقات بين طهرانوواشنطن، لكن مصادر ايطالية افادت ان الرئيس الايراني "تحفظ عن البدء بحوار" مع الولاياتالمتحدة قريباً. وتحدث خاتمي عن رفضه الارهاب ونشر اسلحة الدمار الشامل، مشدداً على ان بلاده حريصة على توثيق علاقاتها مع "كل بلدان العالم على قاعدة الاحترام المتبادل". ولفت بسلبية شديدة الى "منطق الديكتاتورية الذي يتعامل به بعض الدول مع بقية الدول"، في اشارة الى الولاياتالمتحدة. ولم يتأكد ما اذا كان خاتمي وداليما ناقشا قضية العلاقات مع اميركا ولكن بدا ان روما راغبة في لعب دور بين ايران من جهة والغرب عموماً، والولاياتالمتحدة خصوصاً، من جهة ثانية علماً ان داليما كان اجرى محادثات مع الرئيس بيل كلينتون الأسبوع الماضي. وبدأ خاتمي امس يومه الثاني من زيارته لروما بوضع اكليل من الزهور امام نصب الجندي المجهول وسط ساحة فينتسيا. وسينظم معارضون ايرانيون اليوم احتجاجاً امام الفاتيكان للتنديد بزيارة خاتمي. وتفقد الرئيس الايراني قصر بلدية روما، وألقى كلمة في "القاعة الحمراء" ركز فيها على الطابع "المعماري الفخم الذي يؤكد ما تزخر به روما من مقومات تاريخية حضارية عريقة"، ولم يتطرق الى قضايا سياسية. وقالت مصادر ايطالية لپ"الحياة" ان خاتمي وداليما "تحدثا بوضوح حتى في قضايا تعتبر مثار خلاف". وأضافت ان داليما تطرق الى ملف العلاقة بين طهرانوواشنطن. وأشار الى ان كلينتون اكد له استعداد ادارته للبدء بپ"حوار حبي" مع حكومة خاتمي. وامتنعت مصادر ايرانية عن كشف فحوى المحادثات، فيما اوضحت المصادر الايطالية ان "خاتمي تحفظ عن البدء بحوار مع واشنطن قريباً، مشيراً بسلبية الى النهج الاميركي مع ايران والدول غير العظمى، وقال ان الولاياتالمتحدة لا تريد حواراً بل لقاءات وفرض شروط". وبدا واضحاً ان روما راغبة في لعب دور بين الجانبين، اذ قال داليما: "هذه الانطلاقة في علاقاتنا مع ايران لا تخص ايطاليا فحسب بل تعني الاتحاد الأوروبي عموماً وكل العالم". وزاد انه رأى "في الرئيس خاتمي وأفكاره وطروحاته عمقاً ودقة واستراتيجية". وأضاف: "نملك ارادة سياسية واضحة لتعزيز علاقاتنا على كل الاصعدة". وتلقف الرئيس الايراني هذه الرسالة ورد بأن "الجمهورية الاسلامية مستعدة لعلاقات مع دول العالم كافة على قاعدة الاحترام المتبادل، وإذا كنا نرفض الديكتاتورية على الشعوب فإننا نرفضها ايضاً عندما يمارسها بعض الدول على بقية الدول". وستنظم لخاتمي مراسم وداع رسمية في قصر رئاسة الجمهورية اليوم، ويبدأ زيارته الرسمية للفاتيكان بلقاء مع البابا يوحنا بولس الثاني.