طرابلس - ا ب، رويترز - اجرى رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما محادثات مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أمس الخميس في اليوم الثاني لزيارته "التاريخية" لليبيا. وقال داليما للصحافيين عقب اللقاء "ان من المهم ان يكون لنا حوار مع هذه الدولة ليبيا التي هي في طريقها للعودة في شكل كامل الى المجموعة الدولية". وتابع ان "واجب ايطاليا ان تكون جسراً بين ليبيا والعالم، ونحن سنؤدي هذا الدور". وبدا ان داليما لم ينقل دعوة الى القذافي لزيارة ايطاليا، مثلما كان متوقعاً على نطاق واسع. لكن القذافي وداليما قالا للصحافيين ان زيارة الزعيم الليبي ستكون محل ترحيب. وقال القذافي: "نظرياً، أحب ان أذهب، ولكن عملياً هناك أمور يجب ان تحصل" قبل ذلك. أما داليما فقال: "في هذا الوقت، لا اعتقد ان مثل هذه الزيارة أمر منطقي ... لكنني آمل ان يتم تجاوز العقبات وان يستطيع القذافي ان يأتي الى بدلنا". وكان داليما والقذافي تحدثا من خلال مترجمين في مستهل محادثاتهما في خيمة في ثكنة باب العزيزية في ضواحي طرابلس. ومر داليما وهو اول رئيس حكومة غربي يزور ليبيا منذ فرضت الاممالمتحدة عليها عقوبات عام 1992، بجوار جِمال كانت ترعى امام الخيمة عند وصوله. وقال داليما للزعيم الليبي في حضور الصحافيين انه سيلجأ اليه اذا اراد ان يعرف المزيد عن شؤون شمال افريقيا. ورد القذافي قائلاً ان بامكان داليما، وهو اول شيوعي ايطالي سابق يصبح رئيسا للوزراء، ان يستشيره في الشؤون الخاصة بكل أرجاء القارة الافريقية. وتحدث الزعيمان ايضا عن "عملية برشلونة" الاوروبية - المتوسطية التي بدأت في 1994 وتضم دول الاتحاد الاوروبي ال 15 و12 دولة من دول حوض منطقة البحر المتوسط. وجاء التقارب في العلاقات مع ليبيا عقب قرار القذافي تسليم الليبيين المشتبه بهما في حادث تفجير الطائرة الاميركية فوق لوكربي اسكتلندا عام 1988 والذي اسفر عن مقتل 270 شخصاً. وعلقت الاممالمتحدة العقوبات المفروضة على ليبيا عقب تسليم المشتبه بهما في نيسان ابريل الماضي. وتهدف زيارة داليما الى تكريس دور لبلاده همزة وصل بين ليبيا واوروبا، كما انها تمثّل خطوة نحو إنهاء الجمود الديبلوماسي في العلاقات بين طرابلس والغرب. وبدأ داليما الذي تولى رئاسة الحكومة الايطالية منذ 13 شهراً، اول يوم كامل في زيارته ليبيا ببادرة ترمي الى إظهار الرغبة في المصالحة عندما اعاد لليبيا تمثالاً اثريا لفينوس من القرن الثاني كانت ايطاليا نهبته اثناء احتلالها للبلاد. وكان الحاكم الايطالي لليبيا ايتالو بالبو استولى عام 1940 على التمثال من بلدة لبدة الاثرية الواقعة شرق العاصمة طرابلس والتي كانت معروفة قديماً باسم "لبتيس الكبرى" وتضم مجموعة من الاثار الرومانية والفينيقية ثم اهداه الى الزعيم النازي هيرمان غورنغ. وقال داليما في احتفال ازاحة الستار عن التمثال الذي حضره رئيس الوزراء الليبي محمد احمد المنقوش: "حاولت ايطاليا تضميد جرح باستعادة التمثال من برلين وترميمه ثم اعادته الى ليبيا".