أثار موسيقيان لبنانيان اعجاب نحو 900 شخص احتشدوا في قاعة الملكة اليزابيث في لندن الليلة قبل الماضية، إذ قدم عازف الكمان كلود شلهوب 24 عاماً وعازف الدربكّة روني براك 27 عاماً مقطوعات موسيقية جديدة وتوزيعاً موسيقياً لعدد من الأغنيات الشهيرة لفيروز. واتسم عزفهما بالمهارة والشجن والحيوية، ما أثار تصفيقاً متواصلاً وسط صيحات اعجاب الحاضرين. وقدم شلهوب وبراك فاصلاً موسيقياً في حفلة أقامتها فرقة "غريتفول ميوزيك كومباني" بقيادة المؤلف الموسيقي والمايسترو الإيراني فرنوش بهزاد. وهدفت الحفلة أساساً إلى المزج بين موسيقى ثقافات مختلفة. وهكذا وقفت على خشبة مسرح القاعة فرقة اوركسترالية غربية كاملة إلى جانب موسيقيين عزفوا على آلات موسيقية شعبية إيرانية، وصدحت المطربة بروين التي أدت اغنيات شعبية إيرانية وزّع موسيقاها بهزاد. ويذكر ان عازف الكمان اللبناني شلهوب شارك بالعزف في الاغنيات التي يتضمنها القرص المدمج الجديد للفنانة الإيرانية بروين. وشارك موسيقيون آخرون من لبنان وإيرلندا وأفغانستان في الفقرات الثلاث للحفلة الساهرة. وكان مثيراً لعدد كبير من الحضور ان يعزف شلهوب وبراك في تشكيلات موسيقية مختلفة، تارة مع اوركسترا غربية مكتملة، وأخرى مع بضع آلات. وبرع شلهوب في عزف الكمان إلى درجة أثارت الانبهار والخواطر، والتهبت الأكف تصفيقاً لعازف الدربكة براك حين أدى عزفاً منفرداً سولو قدّم خلاله ايقاعات منوعة كان انفعاله معها بادياً على محياه. وشارك براك، بحضور فاعل، في وصلة ايقاعية نفذها ضاربو طبول غربية ودفوف إيرانية وآلات ايقاعية ايرلندية. ويذكر أن شلهوب تخرج في الكلية الملكية للموسيقى في لندن، وقد أحيا حفلات عدة منفرداً، إلى جانب مشاركته بالعزف ضمن فرق موسيقية رافقت أصواتاً لبنانية معروفة منها فيروز وماجدة الرومي. أما براك الذي ظهر للمرة الأولى على شاشة التلفزة في لبنان حين كان في السابعة من عمره، فقد انتقل إلى لندن العام 1990 ويعزف حالياً مع فرق موسيقية ترافق عدداً من كبار المطربين الغربيين.