قصيدتان

القلادة
قلادتُها فوقَ
هذي الأريكة
تدفعني للتذكّر...
ذكرى التنزه
في جسدٍ عابقٍ بالهيولى
ويهجسُ بالأمكنه
يرتغي بالرذاذِ
ويبتلُّ بالأفقِ
بالمطلقِ المتباعدِ
يوهمني بالرفيفِ
ويستبطنُ الدندنه
لذلك توحي القلادةُ
بالعنبر المختفي
في نسيجِ الخيوطِ
برائحةِ العاجِ والحجرِ المتباركِ
توحي بأبعدَ
من غيمة ساكنه بالشوارع
مطبوعة برنينِ خطانا
بذاكَ المساء الملوّنِ
بالخرزِ المستديرِ
الى غُنّةٍ ممكنةٍ
تبسّمَ فيها حصىً
وتغنتْ صخورٌ
تمطى كرزٌ
على ظلّنا
في لقاء مساء مضى،
وتثاءبَ أثناءهُ حبقٌ
فطوتنا سماءٌ معطّرةٌ واهنه
بينما الآن
تُطوى القلادةُ
فوقَ الأريكةِ
يُطوى الصدى
وأنا تعسٌ
في مساءٍ حديثٍ
يذكّرُني بالشفيفِ من الأزمنه.
جهل
أعرفُ أنَّ وراءَ المنازل
بحرا اخضرَ الاعماقِ
لو حدّقتُ منَ النافذه
لرأيتُ شيئاً
من شاله اللازوردي،
أعرفُ أنَّ في البحر عشاقا ثملين
ومرايا مزدحمةً بالوجوه
والأقداحِ المكسورةِ
والنمشِ الريفيّ
أعرفُ
أنَّ على الرصيف
ملاّحين ببناطيلَ قصيره
ولحىً أحرقتها الشموس
يغنون عن الريحِ
والتيار والغدِ المجهول
أعرفُ أنَّ في البحر نجوما
لا تشبه هذي النجوم
أعرف كلَّ شيء عن البحرِ
وأجهلُ نفسي.