يبدأ اليوم الادعاء والدفاع مرافعاتهما أمام مجلس الشيوخ الذي يحاكم الرئيس بيل كلينتون بتهمة الكذب تحت القسم وعرقلة مجرى العدالة في فضيحة مونيكا لوينسكي، ويتوقع ان يستعمل "المديرون" من أعضاء مجلس النواب الاتهام مقتطفات من أشرطة الفيديو التي سجلت مطلع الأسبوع افادات "البطلة" لوينسكي، والمحامي فرنون جوردان، صديق الرئيس، والمستشار السياسي سيدني بلومنثال. وفي سلسلة من الخطوات والتصديقات جرت بعد ظهر الخميس الماضي، سرّع مجلس الشيوخ عملية المحاكمة، وكأنه يحاول إنهاء القضية التي باتت "محرقة" للجمهوريين بأقل قدر من الأضرار بعدما تبين ان إدانة الرئيس الأميركي وعزله شبه مستحيلة. وكان أبرز ما اتخذه مجلس الشيوخ في تلك الجلسة قراراَ يرفض دعوة مونيكا لوينسكي مجدداً إلى تقديم شهادة حية أمام أعضائه، الأمر الذي ترك ارتياحاً كبيراً في البيت الأبيض. وأظهر أن غالبية الجمهوريين غير مستعدة للسير وراء غلاتهم من المديرين من أعضاء مجلس النواب الذين هُزموا في مساعيهم بإطالة المحاكمة لربما برزت عناصر جديدة تقلب المعادلة. وصوّت أعضاء مجلس الشيوخ على الآتي: ادخال افادات لوينسكي وجوردان وبلومنثال في ملف القضية أدلة. ووافق المجلس على ذلك بالاجماع، أي بغالبية 100 ضد صفر. رفض دعوة لوينسكي إلى تقديم شهادة حية أمام المجلس وسقط الاقتراح بغالبية 70 صوتاً مقابل 30 صوتاً عندما انضم 25 شيخاً جمهورياً إلى 45 شيخاً ديموقراطياً. رفض عرض أشرطة الفيديو كلها أمام المجلس بغالبية 73 صوتاً ضد 27 صوتاً. تخصيص ست ساعات من الفيديوات الثلاثة لكي تستعملها هيئتا الادعاء والدفاع اليوم السبت في مطالعاتهما. بغالبية 62 صوتاً مقابل 38 صوتاً. رفض البدء فوراً بالمطالعات الختامية، بغالبية 56 صوتاً مقابل 44 صوتاً. رفض الطلب من المديرين ابلاغ محامي البيت الأبيض بما سيختارونه من مقتطفات أشرطة الفيديو 54 صوتاً مقابل 46 صوتاً. وكان محامي البيت الأبيض غريغوري كريغ أبلغ مجلس الشيوخ رفض كلينتون المثول أمامه لتقديم الشهادة. وتراجع الجمهوريون عن فكرة الخروج بقرار لا يعزل الرئيس لكنه يدينه. وبات واضحاً ان هناك شبه اجماع على أن يكون هناك قرار لمجلس الشيوخ يوجه توبيخاً "شديداً" إلى كلينتون على أن يتم ذلك بعدما يبرأ من التهمتين الموجهتين إليه. وشرح زعيم الغالبية الجمهورية في المجلس السيناتور ثرنت لوت الخطة التي سيسير عليها لاقفال آخر مراحل المحاكمة الرئاسية. وقال ان المجلس سيستمع اليوم إلى ثلاث ساعات من المرافعات التي سيقدمها أعضاء مجلس النواب ال 13 مع ما سيعرض خلالها من أشرطة فيديو للشهود الثلاثة لتثبيت حججهم، على أن يتبع ذلك ثلاث ساعات أخرى من المرافعات التي سيقدمها محامو الرئيس كلينتون. وسيعود مجلس الشيوخ الاثنين المقبل إلى الاجتماع للاستماع إلى المطالعات النهائية للادعاء والدفاع. وخلال الاسبوع المقبل سيناقش أعضاء المجلس، إما علناً أو سراً، اتهامي مجلس النواب على أن يتم التصويت عليها الجمعة المقبل. وبرز بوضوح من الافادة التي قدمتها لوينسكي الاثنين الماضي رداً على أسئلة النائب ايد برايانت الادعاء أنها أكدت مجدداً أن الرئيس كلينتون لم يطلب منها تقديم شهادة كاذبة في دعوى بولا جونز المدنية ضده بتهمة التحرش الجنسي. واعتبرت أن مشاعرها تجاه الرئيس مشوشة، لكنها تحدت النائب برايانت عندما استعمل كلمة "الشهوانية" في سؤال عن علاقاتها الجنسية مع كلينتون. وكان برايانت سأل لوينسكي عن موعد بدء علاقاتها "الشهوانية" مع الرئيس كلينتون. فردت عليه طالبة منه وصف العلاقة بصفة أخرى. فسألها: "ماذا تريدين أن تسميها"؟ فأجابت: "لقد كان أول لقاء لي مع الرئيس، وبالتالي فإنني لا اعتبرها أول شهوة لي. فهي لم تكن كذلك". ورفضت لوينسكي ان تقول إن كلينتون كذب عندما نفى أن يكون لمسها بطريقة جنسية. كما نفت ان يكون الرئيس طلب منها إعادة الهدايا التي قدمها لها. وسألها النائب برايانت ما إذا كانت لا تزال تكن مشاعر للرئيس كلينتون؟ فأجابت: "ان مشاعري مختلطة". لكنها أكدت أنها لا تزال معجبة بكلينتون كرئيس للولايات المتحدة.