وافق مجلس الشيوخ الأميركي مساء الجمعة باجماع اعضائه المئة على القرار الرقم 16 الذي افتتح رسمياً محاكمة الرئيس بيل كلينتون باستدعائه غداً للحضور عبر ممثلين إلى المجلس ووضَعَ أصول المحاكمة التي ستبدأ الاربعاء المقبل بتقديم الهيئة الاتهامية ممثلي مجلس النواب مطالعتها في شأن التهمتين الموجهتين إلى الرئيس الأميركي بالكذب تحت القسم وعرقلة سير العدالة في فضيحة "مونيكا غيت"، وبطلتها مونيكا لوينسكي التي لا تزال سلاحاً بحدين. وتضمن القرار، الذي كان حلاً وسطاً بين الجمهوريين والديموقراطيين، حق استدعاء الشهود بمن فيهم لوينسكي، بعد أخذ افاداتهم إذا ارتأت غالبية المجلس البسيطة ذلك. ومن أبرز النقاط الواردة في القرار: أمام كلينتون مهلة تنتهي ظهر الاثنين المقبل لارسال أجوبته على الاتهامات الموجهة إليه. أمام مجلس النواب مهلة تنتهي ظهر الأربعاء المقبل لارسال محضر الاتهام والوثائق الملحقة التي قدمت إلى اللجنة القضائية تقرير المحقق ستار أو التي نتجت عن اجتماعاتها. يجوز لكلينتون ولمجلس النواب تقديم أدلة ووثائق قانونية أخرى في موعد أقصاه الخامسة بعد ظهر الاثنين باستثناء طلبات استدعاء الشهود. على مجلس النواب أن يقدم في الواحدة بعد ظهر الخميس مرافعته في دعم مواد الاتهام الموجهة إلى الرئيس على ان لا تتجاوز مدة المرافعة 24 ساعة عمل. يقدم الرئيس كلينتون، عبر محاميه بعد انتهاء مرافعة مجلس النواب، مرافعته على ان لا تتجاوز مدتها ال 24 ساعة أيضاً. يمكن لأعضاء مجلس الشيوخ بعد انتهاء المراففعات تقديم اسئلتهم على أن لا تتجاوز مدتها 16 ساعة. مونيكا وسط كل هذه التطورات، كان السؤال المطروح أمس يتعلق بمونيكا لوينسكي بطلة الفضيحة التي تعصف الآن بالولايات المتحدة، وتهدد مصير كلينتون ومنصبه. وتبتعد لوينسكي حالياً عن الأضواء في انتظار ما سيقرره مجلس الشيوخ بشأن دعوتها إلى الادلاء بشهادتها مجدداً. آخر أخبار لوينسكي أنها امضت معظم هذا الأسبوع في زيارة والدتها في نيويورك. وكانت اجتمعت الثلثاء الماضي بالمسؤولين في دار النشر "سانت مارتن" التي تعتزم إصدار مذكراتها التي ستحمل عنوان "قضية مونيكا". وهي تعيش الآن بعيداً عن واشنطن في لوس انجليس حيث استأجرت شقة وتوارت عن الأنظار وامتنعت عن الادلاء بأي تصريحات أو اعطاء أي مقابلات وذلك بموجب أوامر صارمة صادرة عن مكتب المحقق الخاص كينيث ستار بعدم التحدث عن الصحافة. ومن الطبيعي أن يتخوف الكثيرون، خصوصاً البيت الأبيض من عودة لوينسكي إلى واشنطن ومن فتح الملف على مصراعيه من جديد. والواضح ان الذين يدعون إلى احضار الشهود إلى قاعة مجلس الشيوخ وهم من غلاة الجمهوريين وفي مقدمهم رئيس فريق الاتهام النائب هنري هايد، في ذهنهم شاهد واحد أساسي هو لوينسكي. وهي أيضاً في ذهن الديموقراطيين وفي مقدمهم كلينتون، عندما يعربون عن معارضتهم استحضار الشهود. والقرار سيصدر في الأيام القليلة المقبلة.