واجهت مونيكا لوينسكي امس وعلى مدى ثماني ساعات استجواباً من قبل ممثلي الادعاء والدفاع في مجلس الشيوخ الذي يحاكم الرئيس بيل كلينتون بتهمتي "الكذب تحت القسم" و"عرقلة مجرى العدالة"، في محاولة اخفاء علاقته بها. وأدلت لوينسكي بافادتها تحت القسم حول تفاصيل علاقتها الجنسية بالرئيس الاميركي، تجاوباً مع قرار مجلس الشيوخ الاستماع اليها والى شاهدين آخرين هما فرنون جوردان صديق الرئيس وسيدني بلومنثال مستشاره السياسي. وجاء ذلك في وقت اعلن محامي البيت الأبيض ديفيد كاندال انه تقدم بشكوى الى المحكمة الفيديرالية في واشنطن ضد المحقق الخاص كينيث ستار بتهمة الخروج عن القواعد القانونية بعد تسريب مكتبه معلومات عن احتمال توجيه الاتهام الى الرئيس كلينتون عبر هيئة محلفين كبرى اذا اجتاز المحاكمة في مجلس الشيوخ. ونفى مكتب ستار ان يكون وراء تسريب هذه المعلومات التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" اول من امس الاحد. وأدلت لوينسكي بافادتها في احد الاجنحة الفخمة في فندق "ماي فلاور" في واشنطن، وبدأ الاستجواب في التاسعة من صباح امس ممثل الادعاء النائب ايد برايانت الذي اختير من بين ممثلي الادعاء الاعضاء الجمهوريين الپ13 في مجلس النواب. واستمرت العملية نحو اربع ساعات. وتبعها استجواب من هيئة الدفاع المؤلفة من محامي البيت الأبيض، كاندال وشيريل ميلز ونيكول سليغمان على مدى اربع ساعات اخرى، كانت خلالها كاميرا فيديو تسجل وقائع الافادة. وحضر الجلسة التي علّقت بين الحين والآخر للاستراحة، عضوان جمهوري وديموقراطي يمثلان مجلس الشيوخ اللذان لعبا دور الحكم والقاضي. ولم يكن متوقعاً ان تؤدي الافادات الثلاثة للوينسكي وجوردان وبلومنثال الى الكشف عن تفاصيل جديدة في القضية. وأفيد ان لوينسكي اعادت رواية تفاصيل العلاقة "غير اللائقة" التي اقامتها مع الرئيس الاميركي. وليس في ذلك جديد، خصوصاً ان محامي البيت الابيض لا يعترضون على رواية بطلة الفضيحة حول طبيعة ما جرى بينها وبين الرئيس الذي اعترف بذلك، معرباً عن ندمه. وأكد النائب المستنطق برايانت انه لن يطرح على لوينسكي اسئلة تتعلق بالتفاصيل الدقيقة للعلاقة الجنسية. وكان منتظراً ان يركز اسئلته على جوانب اخرى تتعلق بالحوار الذي دار مثلاً بين الرئيس ولوينسكي حول شهادتها في الدعوى التي اقامتها بولا جونز ضد كلينتون متهمه اياه بالتحرش بها جنسياً. وسيحاول كل من الدفاع والادعاء الحصول من لوينسكي على معلومات "تؤيد وجهة نظرهما. فالادعاء يسعى الى اثبات تهمة عرقلة الرئيس مجرى العدالة من خلال ابراز عناصر الضغط الذي يدعي انه مارسه على سكرتيرته بيتي كوري وغيرها من المساعدين. وبات واضحاً ان اي تفاصيل عما قالته لوينسكي في افادتها امس وما سيقوله جوردان اليوم وبلومنثال غداً، ستبقى غير معروفة الى ان يبت مجلس الشيوخ الخميس موضوع نشر هذه الافادات سواء مباشرة امام الرأي العام او عبر استماعه علناً اليها في جلساته المقبلة. ولا يستبعد ان يدور نقاش جدي حول دعوة لوينسكي الى الادلاء بشهادة مباشرة امام اعضاء مجلس الشيوخ.