تدلي مونيكا لوينسكي، اليوم الاثنين، بإفادتها حول الفضيحة الجنسية التي كانت بطلتها في علاقات مع الرئيس بيل كلينتون أدت الى محاكمته بتهمة الكذب تحت القسم وعرقلة مجرى العدالة امام مجلس الشيوخ الذي سيقرر قريباً إما إدانته وعزله او اعلان براءته. وعادت لوينسكي مساء السبت الى العاصمة الاميركية بعدما كانت غادرتها مطلع الاسبوع اثر استجواب غير رسمي قام به ممثلون عن الادعاء ومجلس الشيوخ، وأدى الى استدعاء المجلس لها ولكل من فرنون جوردان صديق الرئيس ومستشاره السياسي سيدني بلومنتال لأخذ إفادتهم. ووسط الاستعدادات لأخذ الافادات التي ستجرى بشكل غير علني، طلعت صحيفة "نيويورك تايمز" بخبر صارخ يعكس الى حد كبير وجود لاعب مستمر وراء الستار لا يزال يحرك خيط الازمة، وهو المحقق الخاص كينيث ستار، ونسبت الصحيفة الى مقربين من ستار قولهم ان المحقق الخاص يدرس الآن امكان الطلب من هيئة محلفين كبرى توجيه الاتهام الى الرئيس بيل كلينتون امام القضاء بينما لا يزال يشغل منصبه كرئيس للولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة عن هؤلاء القريبين ان ستار مقتنع بأن لديه الحجة القانونية والدستورية لاتهام الرئيس امام القضاء اي لمحاكمته قبل انتهاء ولايته. لكنه لم يقرر حتى الآن ما اذا كان سيعتمد هذا الطريق. وبدا واضحاً ان التسريبات الاخيرة من مكتب المحقق الخاص تعني ان الازمة التي يواجهها كلينتون ليست محصورة بالمحاكمة الجارية حالياً امام مجلس الشيوخ مع ما فيها من انقسام حزبي واضح بين الجمهوريين والديموقراطيين، بل قادرة على التوسع متى شاء ستار توسيعها، علماً بأنه بات معروفاً ان معارضي ادانة الرئيس وعزله قادرون على منع مجلس الشيوخ من الحصول على غالبية الثلثين 67 صوتاً لتحقيق ذلك. وسارع البيت الابيض امس ومعه كبار الزعماء الديموقراطيين الى انتقاد ما تسرب من مكتب ستار. ووصف جيم كيندي احد محامي الرئيس ان ستار "بات جامحاً وخارجاً عن نطاق السيطرة" وانه "يتدخل في المحاكمة". وزاد ان المطلوب ابلاغه انه ليس العضو 101 في مجلس الشيوخ. وبدوره اعلن ناطق باسم ستار عدم الاستعداد للكشف عن اي خطط لمكتب المحقق الخاص. وبات واضحاً ان الجانبين اي الادعاء والدفاع سيحاولان استخدام فرصة ادلاء لوينسكي بإفادتها اليوم في غرفة اجتماعات مخصصة عادة للتداول في مسائل الامن القومي السرية، لتعزيز مواقفها. وسيحضر جلسة الافادة 6 شيوخ يمثلون الحزبين بالتساوي وممثلون عن الادعاء المديرون من اعضاء مجلس النواب وممثلون عن الدفاع من محامي الرئيس كلينتون. وسيسعى محامو الرئيس الى دفع لوينسكي الى تكرار ما سبق ان قالته في شهادتها امام هيئة المحققين بأن احداً لم يطلب منها الكذب او يعدها بالحصول على وظيفة لها مقابل صمتها. ووعد ممثلو الادعاء بعدم طرح اسئلة خاصة الى لوينسكي تتعلق بعلاقاتها الجنسية مع الرئيس كلينتون او الدخول في اي تفاصيل او وصف لهذه العلاقة، علماً انه سيركز على طرح اسئلة للحصول على مزيد من المعلومات. وستسجل كل الافادات على شريط فيديو ليطلع عليها اعضاء مجلس الشيوخ. وسيقرر المجلس هذا الاسبوع ما اذا كان سيكشف علناً عن الافادات وما اذا كان هناك من ضرورة للاستماع علناً الى شهادات حيّة للوينسكي وجوردان وبلومنتال.