تركزت الضغوط الدولية على بلغراد أمس الأربعاء لاقناعها بالمشاركة في مفاوضات مع الحركة الوطنية الألبانية حول مستقبل كوسوفو، وذلك بعد اعلان جيش تحرير كوسوفو موافقته على المشاركة في المفاوضات التي دعت مجموعة الاتصال الدولية إلى اجرائها في مدينة رامبوييه قرب باريس السبت المقبل. وحذرت واشنطن الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش من مغبة التخلف عن حضور المفاوضات تحت طائلة التعرض لضربات جوية من الحلف الأطلسي، الأمر الذي جددت موسكو معارضتها له أمس. وفي الوقت نفسه، بدأ حلف الأطلسي وضع خطط لنشر قوات في الاقليم في حال اتفاق طرفي النزاع على خطة الحكم الذاتي التي وضعتها المجموعة الدولية. وفي غضون ذلك، نشرت قيادة اركان جيش تحرير كوسوفو اسماء المفاوضين الخمسة التي انتدبتهم الى المفاوضات، واستبعدت رئيس الجناح السياسي لجيش تحرير كوسوفو آدم ديماتشي من الوفد. وأكد الناطق باسم قيادة أركان جيش تحرير كوسوفو يعقوب كراسنيكي في تصريح لوكالة أنباء "كوسوفا برس"، انه "بعد التحليل ومع الأخذ بعين الاعتبار كل الملاحظات التي بحوزتنا حول النتائج التي توصلت اليها مجموعة الاتصال، اعتبرت قيادة اركان جيش تحرير كوسوفو ان صوت الشعب الألباني، صوت الحرية، صوت جيش تحرير كوسوفو، يجب ان يسمع أيضاً في رامبوييه". وفي واشنطن، قال جيمس روبن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية "إننا سعداء ان نرى الجانب الألباني في كوسوفو مستعداً لحضور المفاوضات . ذلك تطور مهم للغاية". وأضاف للصحافيين: "وفي الوقت نفسه فإننا ننتظر قرار الجانب الصربي بشأن هل سيحضر هذه المحادثات. ودعوني اقول بوضوح إن حلف الاطلسي أشار إلى أنه ستكون هناك عواقب سريعة وخطيرة اذا لم يتخذ الصرب ذلك القرار". ودعت مجموعة الاتصال المؤلفة من ست دول والتي تحاول احلال السلام في البلقان، يوغوسلافيا والحكومة الصربية وألبان كوسوفو إلى بدء محادثات بحلول السادس من شباط فبراير في فرنسا للتوصل الي اتفاق بشأن منح كوسوفو حكماً ذاتياً. وقال مسؤولون بريطانيون في لندن إن الاتحاد الاوروبي قد يخفف بعض العقوبات التجارية المفروضة على بلغراد إذا قامت بدور مفيد في محادثات السلام. لكن لم يرد ذكر لرفع العقوبات كلها. واعتبر ممثل المجتمع الدولي فى البوسنة كارلوس ويستندورب فى حديث نشرته الصحف الكرواتية أمس ان تفاقم الأزمة فى كوسوفو قد تترتب عليه انعكاسات خطيرة فى البوسنة. واضاف: "إذا اتسع نطاق النزاع سيحدث ذلك وبصورة خطيرة ... كل ما يحدث فى هذه المنطقة ينعكس فى البوسنة. والعواقب الاقتصادية الخطيرة وحدوث موجة جديدة من الهجرة لا يشكلان سوى جزء من السيناريو. وأكبر ضرر سياسي سيحدث هو ظهور تشدد ولا سيما من قبل صرب البوسنة". وفي موسكو "الحياة"، وجه البرلمان الروسي نداء إلى الرئيس بوريس يلتسن يطلب فيه اتخاذ قرار بالانسحاب من نظام العقوبات المفروض على بلغراد في حال استخدام حلف الأطلسي القوة ضد يوغوسلافيا. وأوصى مجلس الدوما النواب باعتبار استخدام القوة "عدواناً" مشمولاً بالمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة، وبالتالي فإن روسيا يمكن لها أن تقدم مساعدة لبلغراد. ومن جانبه، ذكر مساعد الرئيس للشؤون الدولية سيرغي بريخودكو ان موقف بلاده من أزمة كوسوفو "لم يتغير" ودعا إلى تسوية سياسية. وأضاف ان مفاوضات رامبوييه ستكون "صعبة للغاية" ولكنه أهاب بجميع الأطراف ان "لا تبرز الخلافات" في ما بينها.