تصاعدت أمس الخميس الضغوط المفروضة على الصرب لحملهم على تليين موقفهم في مفاوضات رامبوييه حول السلام في كوسوفو، وضمّت باريس صوتها الى صوت واشنطن، محذّرة من العواقب التي ستترتب على فشل الاتفاق. وحذّر الرئيس الفرنسي جاك شيراك في تصريح ادلى به قبيل مغادرته باريس متوجها الى واشنطن من أنه "في حال فشل الاتفاق فإن الطرف المسؤول عن هذا الفشل سيتحمّل النتائج كافة". ورغم أن شيراك لم يحدّد هوية الطرف المسؤول عن الفشل المحتمل للمفاوضات فمن الواضح ان تحذيره غير موجّه الى الألبان بل الى الصرب الذين يعترضون على بند أساسي من بنود خطة السلام المقترحة لكوسوفو، وهو إنتشار قوة دولية في الاقليم قوامها 30 ألف عنصر. وكانت وزارة الخارجية الاميركية أعلنت انه لم يعد امام الرئيس الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش الكثير من الوقت ليدرك أن مصلحة بلده ومصلحة شعب كوسوفو تقضيان بموافقته على إنتشار القوة الدولية في الاقليم. ويأتي هذان التحذيران قبل 48 ساعة على انتهاء المهلة التي حددتها مجموعة الاتصال الدولية للمفاوضين الصرب والالبان، للتوصل الى اتفاق، ظهر غد السبت. ومع إنتقال شيراك الى واشنطن حيث سيلتقي الرئيس الاميركي بيل كلينتون، يبدو مرّجحاً ان يعمل الرئيسان على وضع كامل ثقلهما لإقناع سلطات بلغراد بالموافقة على الانتشار الدولي. وفيما توجّه الرئيس الصربي ميلان ميلاتينوفيتش مجدداً الى رامبوييه امس للاطلاع عن قرب على سير المفاوضات، علمت "الحياة" من مصدر مطلع أن الوفد الصربي المفاوض في رامبوييه فرض عددا من الشروط للتوقيع على خطة السلام ومنها عودة جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الى الاممالمتحدة ومنظمة الامن والتعاون الاوروبية ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها منذ أيارمايو 1998. وعقد أحد ممثلي "جيش تحرير كوسوفو" في الخارج بلورا سيجديو مؤتمراً صحافياً في رامبوييه أكدّ خلاله أن "كل شيء مجمّد وعالق" بسبب "العراقيل التي يضعها الصرب، الذين يرفضون وجود قوة دولية في كوسوفو". ونقلت صحيفة "كوخاديتورا" الالبانية الصادرة امس الخميس في بريشتينا ان رئيس الوفد الالباني الى المفاوضات الجارية في رامبوييه هاشم تاتشي سلّم رسالة الى الوسطاء: "الاميركي هيل والروسي مايورسكي والاوروبي بيتريش ابلغهم استعداد الوفد الالباني للمساهمة في نجاح مفاوضات التسوية السلمية في كوسوفو". واشار تاتشي الذي هو احد ممثلي جيش تحرير كوسوفو في الوفد الالباني انه "لم يتسلّم وثائق خطة السلام في كوسوفو على الرغم من ان المدة التي حددتها مجموعة الاتصال للمفاوضات توشك على الانتهاء". واعتبرت الرسالة هذا التماطل في التعامل مع الوفد الألباني بأنه "غير مقبول ولا مبرر له". واوضح تاشي انه "حسب المعلومات المتوافرة فان تعديلات ادخلت على نصوص الوثائق التفصيلية ما يجعل الوفد الالباني بحاجة الى فترة كافية لدراستها والتدقيق في الاضافات التي ادخلت فيها". وفسّرت الصحيفة هذه الرسالة بأنها اشارة الى ضرورة تمديد مدة المفاوضات.