أكدت المصادر الألبانية في كوسوفو ان الوفد الألباني المفاوض في رامبوييه، ابدى تجاوباً كبيراً مع ترتيبات المجتمع الدولي حول المسائل الأمنية الخاصة بالتسوية السلمية في الاقليم. ونقلت صحيفة "كوخاديتورا" الألبانية الصادرة في بريشتينا امس الثلثاء، عن مصادر الوفد ان "ضغوطاً دولية مكثفة وجهت الى المتفاوضين للحد من خلافاتهم الشديدة في شأن الملحق الرقم واحد الذي يتناول المسائل الأمنية والادارية والاشراف الدولي لمراقبة تطبيق اي اتفاق سلام يتم التوصل اليه". وأشارت الصحيفة الى ان "الوفد الألباني يريد ان تعهد كافة الأمور الأمنية والتنفيذية الى حلف شمال الاطلسي باعتباره الجهة الدولية القادرة على القيام بهذه المهمات بينما لا يزال الصرب يعارضون السماح لقوات اجنبية بالانتشار في الاقليم". كما أكدت الصحيفة التي يشارك رئيس تحريرها فيتون سوروي في الوفد الألباني، ان جيش تحرير كوسوفو الذي رفض الاقتراح المتعلق بتجريده من سلاحه، "اصبح الآن لا يمانع في تجميع اسلحته في مستودعات تحت اشراف المجتمع الدولي وان يعطى له دوراً سياسياً وأمنياً خاصاً تحت رقابة الحلف الاطلسي". وأشارت الصحيفة الى ان التقويمات الألبانية "لا تتوقع ان تتمخض مفاوضات رامبوييه عن معجزات لكنها تأمل في ان تسفر عن خطوة صغيرة باتجاه نجاح مساعي المجتمع الدولي في احتواء مشكلة كوسوفو". من جانبها ذكرت صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد امس ان موقف الوفد الصربي "يتركز حالياً حول ان يكون الحضور الروسي في تطبيق اتفاق الحل السلمي لمشكلة كوسوفو مساوياً للدور الغربي". وأشارت الصحيفة الى ان الصرب يعارضون انتشار قوات الحلف الاطلسي في داخل كوسوفو "لكنهم لا يمانعون في تدخل دولي على شكل مراقبة صارمة لكل الاطراف، لا يخل بسيادة دولة يوغوسلافيا ولا يتعارض مع دستورها الذي لا يسمح بوجود قوات عسكرية اجنبية في اراضيها". وحذرت الصحيفة الولاياتالمتحدة من مواصلة تهديداتها "لأن اللجوء الى القصف للأراضي اليوغوسلافية لن يحل اي مشاكل بل سيؤدي الى دمار وخسائر بشرية وعواقب لن تكون في صالح الألبان أبداً". من جهة اخرى، ابلغ المركز الاعلامي لألبان كوسوفو "الحياة" هاتفياً من بريشتينا ان سكان ما لا يقل عن خمس قرى في بلدية فوتشيتين في شمال غربي الاقليم، فروا من مساكنهم بسبب تحركات القوات الصربية في المنطقة. وأشار المركز الى ان هذه التحركات "تدخل ضمن مساعي الصرب الرامية الى تطهير عرقي واسع ضد الألبان في المناطق التي تعتبرها حكومة بلغراد خاصة بالمآثر والحقوق الصربية". من جهة اخرى، اعلن تلفزيون بلغراد امس ان استعدادات تجري حالياً لتنظيم احصاء سكاني في كوسوفو "حيث تؤكد التقديرات ان نسبة الألبان في الاقليم حالياً لا تتعدى 55 في المئة من مجموع السكان".