الخرطوم - أ ف ب - أكد وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل امس رغبة بلاده في اعادة علاقاتها الديبلوماسية المقطوعة مع لندن منذ الصيف الماضي. وقال في تصريح نقلته "وكالة الأنباء السودانية" انه بحث "سبل اعادة هذه العلاقات" في رسائل متبادلة مع نظيره البريطاني روبن كوك خلال شباط فبراير الجاري. وقال ان "السودان لا يزال يعتقد بأن بريطانيا قوة عظمى قادرة على لعب دور ايجابي في الشؤون السودانية، خصوصاً لاحلال السلام في جنوب البلاد". لكنه حمل بريطانيا المسؤولية في حال التوتر بين البلدن، واعتبرها "من ابرز مؤيدي تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1054 الذي فرض عقوبات ديبلوماسية على السودان". كما لام الوزير السوداني لندن لاستضافتها زعماء من المعارضة "المسلحة" في ظل "رفضها استقبال مسؤولين حكوميين لشرح وجهة النظر الرسمية". وأشار، خصوصاً الى زيارة السيد محمد عثمان الميرغني، زعيم التجمع الوطني الديموقراطي الذي يضم المتمردين الجنوبيين والمعارضة الشمالية، الى لندن اخيراً. وقال اسماعيل ان المعارضة "تقاتل الحكومة وتزرع الغاماً مضادة للأفراد لقتل الابرياء شرق السودان". ورأى ان بريطانيا ارتكبت "خطأ كبيراً بتأييدها الغارة الاميركية على مصنع الشفاء" شمال الخرطوم في آب اغسطس الماضي. وكانت الخرطوم بادرت الى قطع علاقاتها بلندن اثر اعلان الاخيرة تأييدها للقصف الاميركي لمصنع الشفاء. الى ذلك، نفى اسماعيل وجود قوات سودانية في جمهورية الكونغو الديموقراطية وقال ان "القوات الموجودة في مدينة ازيرو شمال شرق تابعة لحركة التمرد وهي تساند القوات الاوغندية التي تقاتل ضد قوات الرئيس الكونغولي لوران كابيلا". وأضاف "نحن لا نستبعد ان يكون النظام الاوغندي ارسل المتمردين للادعاء بأنهم جنود سودانيون". ودعا منظمة الوحدة الافريقية الى ارسال بعثة الى منطقة ازيرو للتحقق من انتماء القوات الموجودة فيها. وقال ان بلاده تقدم دعماً سياسياً لنظام كابيلا بصفته رئيساً شرعياً للكونغو الديموقراطية، حاز على اعتراف منظمتي الوحدة الافريقية والأمم المتحدة. "نحن ندعم حقه في القتال وفي طرد الاوغنديين وسائر الغزاة". وحذر من ان بلاده "تحتفظ بحقها في التدخل في اي وقت لضرب هذه القوات التي يدعمها النظام الاوغندي وحركة التمرد الموجودة في ازيرو". وتتهم الخرطوم كمبالا بدعم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" الذي تؤكد انه يستخدم الأراضي الاوغندية كقاعدة خلفية لقواته.