غوما الكونغو الديموقراطية، القاهرة - أ ف ب - نفت جمهورية الكونغو الديموقراطية وجود قوات سودانية على أراضيها، كما أكدت الحكومة السودانية ان دعمها لحكومة الرئيس الكونغولي لوران ديزيريه كابيلا "سياسي". لكن المتمردين الذين يقاتلون لاطاحة كابيلا أكدوا أمس ان ليبيا مولت عمليات نقل جنود سودانيين الى الكونغو لدعم كابيلا وحلفائه. وقال المنسق السياسي لحركة التمرد في الكونغو الديموقراطية لوندا بولولو أمس ان عملية نقل القوات السودانية البالغ عددها نحو الألفين، وتضم أيضاً عناصر من القوات المسلحة الزائيرية السابقة في عهد موبوتو سيسي سيكو، جرت على متن طائرات "ايليوشين" سودانية. ولم يوضح العدد المحدد للقوات الزائيرية السابقة وعدد السودانيين الذين نقلوا في هذه الطائرات. وكان كابيلا أطاح نظام موبوتو في أيار مايو 1997. وقال بولولو ان نظام كابيلا يستعد للاتفاق على عملية نقل جنود مماثلة مع كل من جمهورية افريقيا الوسطى وتشاد. وتوجه كابيلا الاسبوع الماضي الى بانغي ونجامينا. وقالت حركة التمرد ان القوات التي أرسلتها الخرطوم نقلت الى كيندو شرق مركز القيادة المتقدم للقوات الحليفة. وقال بولولو أول من أمس ان نظام الرئيس السوداني عمر البشير ارسل قواته "لانقاذ كابيلا من الغرق" ودان وجود هذه القوات معتبراً أنها "تشكل تدخلاً في شؤون بلادنا الداخلية". وتقع كيندو عاصمة محافظة مانييما على بعد أقل من 150 كيلومتراً من أقرب مواقع المتمردين في شرق البلاد، وتضم مدرجاً انطلقت منه الطائرات لشن غارات على مدينتي كاليميه جنوب شرق ولوبوتو شمال شرق اللتين يسيطر عليهما المتمردون. ونفى بولولو ان يكون حصل هجوم كبير للقوات الموالية لكابيلا في شرق البلاد موضحاً أن قواته تتقدم باتجاه كيندو. وكانت القيادة السياسية للمتمردين اتهمت السودان الاسبوع الماضي ب "التواطؤ" مع القوات الموالية لكابيلا من دون أن تتهمه صراحة بالتدخل في جمهورية الكونغو. وزار كابيلا الخرطوم نهاية آب اغسطس حيث أجرى مجدداً محادثات مع البشير مطلع الشهر الجاري في دوربان جنوب افريقيا على هامش قمة حركة عدم الانحياز. ونفت قيادة الجيش الكونغولي في بيان بثه التلفزيون الرسمي أمس وجود قوات سودانية في الكونغو الديموقراطية. الى ذلك، أكد وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل أمس الأربعاء ان بلاده تقدم دعماً سياسياً لكابيلا. وقال على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة "دعمنا لكابيلا دعم سياسي باعتباره رئيساً شرعياً منتخباً، ونحن لا نتدخل في شؤون دولته". ورداً على ادعاء المتمردين نقل ألفي جندي سوداني الى كيندو قال "قبل أن نجيب هل ندعم كابيلا أم لا، هناك سؤال هل كابيلا رئيس شرعي لجمهورية الكونغو الديموقراطية، والاجابة هي نعم ... عندما جاء كابيلا الى السلطة كان يمارس نشاطاً ضد السودان بمساعدة دول المنطقة بما فيها اريتريا واوغندا، والآن حينما انقلب السحر على الساحر وأصبح كابيلا مهدداً من قبل اوغندا فموقفنا الآن هو ان كابيلا رئيس لجمهورية الكونغو الديموقراطية، وما يجب أن يكون هو ألا تتدخل دول أخرى لتغيير النظام الشرعي لجمهورية الكونغو". وزاد "نحن لا نتدخل في شؤون هذه الدولة وإذا سمح لدول أخرى ان تتدخل لتغيير النظام في دولة أخرى فهذه سابقة خطيرة تعارض كل اتفاقات حسن الجوار وميثاقي الأممالمتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية".