أول الكلام للشاعر الفلسطيني احمد الريماوي: ها أنا ألقي عصا الترحال يسبقني السؤال: يا عزوتي... بالله كيف الحال؟ يا ديرتي... بالله كيف الحال؟ هيا أخبروا: عن صبر زيتوني وتيني عن صمت حسُّوني!
في عيد الحب: هدر جهاز الفاكس بعشرات الرسائل من عمق وطننا العربي، ومن اعماق عربية ناصعة دافئة تعيش اجواء اوروبا الباردة… فكان بريدي هذا اليوم له عبق النفوس الاكثر محبة، وله احلام اريج الياسمين… والحب: احساس تترجمة كلمة، فما اجمل الصدق عندما يصبح هو قوس قزح كلماتنا! ولأول مرة… تكتب الى "نقطة حوار" هذه القارئة الجميلة في تعبيراتها، القادمة من الكويت، وقد وقّعت رسالتها باسم: هاله… أنشر نص رسالتها / المداخلة التي قالت فيها:
الاستاذ الكبير عبدالله الجفري: واسمح لي ان اقول لك: "الأب الروحي" لأنني كل ما أقرأ "نقطة حوار" اشعر بكل احساس كنت أتغذى به وانا صغيرة من ابي… ولم أقل لك: "أخي الروحي" لأنه لا يوجد لي اخوان!! قرأت لك عن: المرارة في الانسان… انها اعتراض الاحساس النظيف على هجمات النوايا القذرة… وانها القرف والرغبة في التقيؤ! كم جعلتني اكتشف ما بداخلي من احساس جميل بعدما كنت اظن بأني: انسانة مكتئبة، وانطوائية ومحبطة !! والذي جعلني اكتب لك اليوم هو: رغبتي في ذلك الاحساس الذي يعيش بداخلي اليوم. اليوم… هو: عيد الحب Happy Valentineday ومن منا لا يعرف الحب اليوم؟! أشعر بأني احب العالم… احب الشمس… احب البحر، وحتى النسمة التي "تزغزغني": ابتسم لها. خرجت لأشاهد المحبين، والكل يحاول ان يكسب قلب حبيبه بوردة حمراء. اشتريت لأمي باقة ورد، وكتبت لها "أنت الحب… يا سيدة الكل"! ولكن… عندما اخترت لابنتي وابني ما سوف يفرحهم: أتاني شعور غريب، وخرجت من المحل وصمتي يكلمني تحاشيت ان يلكمني!… نعم، داخلي كان يقول لي: يجب ان لا تعوديهم دائماً على الحب… فهي مناسبة عادية اذن، يجب ان لا يتعودوا، فغداً… من الممكن ان لا يجدوا الانسان الذي يغذّي هذه الاحاسيس بداخلهم! اذن… أقسو عليهم، وهذا ما يعذبني، ففي داخلي حب يشيع ومع ذلك احاول ان أحرم أعزّ الناس من هذا الاحساس… تصور؟!! أريد ان تفسّر لي هذا الاحساس… فأنا لا اريد ان أحيا لنفسي وأقتل أحاسيس جميلة داخل أحبابي… كل ما أريده ان تكشف لي ما بداخلي بإحساس جميل كما جعلتني أحب إحساسي بالمرارة لأنه ألم نظيف!!
يا ... هاله: شدة الخوف تورّث القسوة على الاحباب… فلا تجعلي الخوف يتبطن مشاعرك، فنحن نتعامل مع الخوف على انه: الحذر، واليقظة… اما ان تعمّق فينا ليصبح: الهلع والعجز، فإنه يحيل مشاعرنا الى قسوة تصيب في البدء: مََن نحب! الاجمل - يا سيدتي - ان نتعامل مع الاحباب بالحب الذي يبذر دفء العلاقة، ونضج التعامل، في مساحة عريضة من التفاؤل بالحياة التي ترفض الخوف وتتفتح دائماً بالثقة، و… كل عيد، وأحبابك أكثر!!