عندما تعصف بنا رياح الحب.. فتهب فجأة.. تشتتنا بعدها فنكون حيث لا ندري!! وبعد مرور تلك العاصفة وبعد الهدوء.. وبعد مرارة الألم وقسوة الحرمان.. التي تفقدنا الإحساس بجمال كل شيء حولنا... وكأننا فقدنا معنى الحياة!! جلست تحت ظل تلك الشجرة.. أتذكر الماضي كشريط ذكريات حزين.. وتذكرت الحبيب الغريب.. وآه.. لماذا الغريب من القلب قريب؟ لماذا يا أبي؟ آه يا أبي.. أحس بضعفي وبقسوة الحبيب وألم بعده.. فقد رحل يا أبي بعد أن حطم معاني الأمل بحياتي.. ومحا فيّ أجمل إحساس بالحب.. شعرت بناره تكويني.. وهو لا يحس بمدى حبه وجرحه لي.. آه يا أبي.. أشعر ضعفي يبعدني عن كل ما حولي.. فلا أريد الحياة بعده.. أشعر بالخوف.. بالحيرة.. وكأني فقدت معالم الطريق.. أريد البعد.. أريد الرحيل.. ليس لنسيانه يا أبي بديل.. لا أريده.. بل أريد قلبي الذي ضمه يوم زرعت حبه فيه.. ورويته من دمع عيني.. لا أريد قربه.. فقربه كبعده نار وجفاف لا تروي.. أريد الماضي يعود لأقف بوجهه وأمحوه من ذاكرتي.. لا أريده يا أبي.. وبعد طويل تأمل وبابتسامة لم أعرف لها مثيلا.. ضمني أبي لصدره بحنين وقال: كوني يا صغيرتي كشجر السنديان تنحني فقط لمرور عاصفة ثم تعود لتقف كما كانت متماسكة وقوية.. فأنتِ مثلها بل أجمل وأقوى.. دعيها تمر بسلام وامنحي قلبك بعضا من الأمل لكي يحيا من جديد.. ولا تعتبري ذلك الألم جرحا يدمي قلبك بل درس تعلمتِ منه الصبر والتحمل وابتسمي ودعي الخوف فأنا معك.. حبيبتي.. ليس كل شعور هو حب.. وليس كل نبض هو حب.. وليس كل قلب يعرف الحب.. وليس كل همس هو حب.. وتحت ظل الشجرة جلست أنا وأبي بكل حب.. ورسمنا معا معاني التفاؤل بالغد الجميل.. آه يا أبي كم أحبك.. ما أجمل الحياة بقربك.. وما أروع همسك.. ماذا أنا بدونك يا أبي.. لا حياة بلا أمل.. ولا جمال للحياة بلا حب.. قناديل شرقية