تابع المسؤولون اللبنانيون أمس تطورات قضية أرنون التي دخل ضمّ إسرائيل لها إلى الشريط الحدودي المحتل أسبوعه الثاني. وأعلن رئيس الجمهورية إميل لحود اهتمامه بالمسألة "عبر معالجتها بكل الطرق الممكنة للوصول إلى النتيجة المتوخاة، أي فك الحصار عنها". ونقل عنه نواب زاروه أمس "ان لبنان يراقب الأجواء الخارجية كي لا تكون الشكوى إلى مجلس الأمن من دون فائدة في حال عدم توصل المساعي الديبلوماسية الأميركية إلى نتيجة". ولمسوا منه "تصميماً على الإستمرار في إجراء مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن في إطار الضغوط التي يقوم بها لبنان لإعادة أرنون". وفي الإطار نفسه، قال رئيس الحكومة وزير الخارجية الدكتور سليم الحص أنه اطلع امس من مندوب لبنان الدائم في الأممالمتحدة السفير سمير مبارك على حصيلة الإتصالات التي أجراها "وهي ليست نهائية بعد". وأضاف "اننا نتابع اتصالاتنا في نيويورك توصلاً الى موقف في مجلس الأمن يخدم قضية أرنون ويضمن المصلحة الوطنية، والمواقف التي سمعناها متفاوتة". ونفى أن يكون السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد حمل إقتراحاً للبنان باستمهال المساعي الأميركية حتى 16 آذار مارس المقبل. وقال ان السفير "أكد استمرار اهتمام دولته بقضية أرنون". وأكدت المصادر الحكومية "أن لبنان ليس متردداً أو مرتبكاً بالنسبة الى طرح قضية ضمّ أرنون على مجلس الأمن لأنه لا يستطيع أن يحصر تحركه في قضية فقط، وهو الذي يهتم في قضية الجنوب في شكل عام وليس من مصالحه أن يفسح المجال لطرح القرار الرقم 425 مجدداً في مجلس الأمن، خصوصاً أن قضية أرنون هي جزء من كل وأن لبنان يتوخى الحذر في مشاوراته التي أجراها ويجريها على غير صعيد خصوصاً في مجلس الأمن حتى يضمن طبيعة موقفه وسلامته، ولذلك فقد لجأ أولاً إلى لجنة مراقبة وقف إطلاق النار المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل إدراكاً منه بخطورة الموقف وتداعياته في مجلس الأمن". وفي حين تردد ان لجنة المراقبة ستجتمع الاربعاء المقبل لمعاودة النظر في ضمّ أرنون، نفت مصادر قوات الطوارىء الدولية في الجنوب تبلّغها تحديد أي موعد للاجتماع. وقالت "ان اياً من المعنيين لم يتصل بها ولم يطلب منها الاستعداد لعقد مثل هذا الاجتماع حتى الآن". وأوصت لجنة الدفاع والأمن النيابية الحكومة بتقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن ودعوته الى الانعقاد لمعالجة قضية أرنون. ورأى النائب فارس بويز ضرورة تقديم شكوى الى مجلس الامن ، داعياً الى اجتماع لجامعة الدول العربية لطرح الموضوع على المستوى العربي. وتخوّف من قيام اسرائيل بضربة عسكرية "في هذه الظروف الدقيقة التي تشجع على القيام ببعض المغامرات". واعتبر النائب عمار الموسوي حزب الله ان لجنة المراقبة "ليست صاحبة الاختصاص للنظر في ضمّ أرنون ولا مصلحة للبنان بتقديم الشكوى اليها، خصوصاً ان من شأن ذلك تكريسها مرجعاً نهائياً لقضية الاحتلال الاسرائىلي للجنوب والبقاع الغربي". وقال "ان تقديم شكوى الى مجلس الأمن هو من أبسط حقوق بلد اعتدي على سيادته وان تلويح الولاياتالمتحدة الاميركية باستخدام حق الفيتو ينبغي الا يؤثر في الموقف اللبناني". ورأى السفير الألماني في لبنان بيتر فيتنغ بعد لقائه وزير الدفاع غازي زعيتر امس في ضمّ أرنون "توتيراً للاوضاع في الجنوب". وقال ان "لا مبرر له". وقرر الاتحاد العمالي العام تنظيم تظاهرة دعم في اتجاه الشريط المصطنع في ارنون تنطلق من أمام سرايا النبطية العاشرة قبل ظهر بعد غد الاحد، داعياً مختلف القوى الى المشاركة الواسعة فيها. وتوافد امس حشد من ابناء أرنون والجوار وشخصيات نيابية وبعثات اعلامية ومحلية وعربية وأجنبية الى محاذاة الاسلاك الشائكة. ورفع ابناء البلدة لافتات كتب عليها "أرنون لن تنحني". ودخلت بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي البلدة وتفقدت الأهالي. ووزّعت 24 حصة تموينية عليهم. وبحث سفير فرنسا في لبنان دانيال جوانو في قضية أرنون مع السيد محمد حسين فضل الله اضافة الى التهديدات الاسرائىلية والدور الذي يؤديه المندوب الفرنسي في لجنة المراقبة. ميدانياً، أفاد الجيش الاسرائيلي ان قواته قتلت اربعة مقاومين في جنوبلبنان خلال اليومين الماضيين. وأوضح متحدث عسكري ان موقعاً اسرائيلياً على مشارف بلدة مركبا رصد بعد ظهر اول من امس مجموعة مسلحة فدار اشتباك اول قتل فيه رجال وحدة "غولاني" الخاصة اثنين من المقاتلين، وأن عنصراً ثالثاً قتل لاحقاً في عملية تمشيط، ورابعاً حين اطلقت مروحية اسرائيلية صاروخاً قرب مركبا وهو يحاول زرع متفجرات. الا ان "حزب الله" نفى امس لوكالة "فرانس برس" ان "يكون اربعة من مقاتليه قتلوا في مواجهات مركبا". وأضاف ان اعلان الجيش الاسرائيلي "كذبة تهدف الى رفع معنويات قواته بعد هزيمة بركة الجبور في البقاع الغربي التي قتل فيها ثلاثة ضباط اسرائيليين وجرح خمسة آخرين"، لكنه اوضح انه "فقد الإتصال بأحد المجاهدين".