كشفت مصادر ادارة الرئيس بيل كلينتون ان الحكومة السورية دفعت امس بواسطة شيك مبلغ يصل الى حدود نصف مليون دولار، الى الحكومة الاميركية كتعويض عن الاضرار التي لحقت بمقر اقامة السفير الاميركي في دمشق خلال التظاهرات التي حصلت في التاسع من كانون الأول ديسمبر الماضي احتجاجاً على عملية "ثعلب الصحراء" ضد العراق. وقال مسؤول في وزارة الخارجية "ان اعتذار دمشق عن الحادث ودفعها التعويضات عن الاضرار أنهى التوتر الديبلوماسي" الذي وقع بين الدولتين وأدى الى برود العلاقات بينهما. وأضاف المسؤول ان الادارة تعتبر القضية منتهية "خصوصاً بعدما دفعت التعويضات وجرى الاعتذار". وأشار الى مقال اخير لوزير الدفاع السوري العماد مصطفى طلاس الذي قال فيه ان الصفحة طويت. ووصف المسؤول الحادثة بأنها مؤسفة "ولا نتوقع تكرارها، وقد وعدتنا الحكومة السورية بأن ذلك لن يحدث مجدداً". وقالت المصادر ان التحويل المالي وصل الى واشنطن الثلثاء الماضي وان وزارة الخارجية تلقت الشيك السوري أمس. الى ذلك، تستأنف السفارة الاميركية في دمشق منح بعض التأشيرات للسوريين اعتباراً من يوم الاحد المقبل، على ان تعلن "في الاسابيع المقبلة" عودة كل النشاطات في مجال منح التأشيرات للسوريين التي جمدت منذ كانون الاول ديسمبر بعد التظاهرة العفوية التي حصلت في دمشق ضد الهجوم الاميركي - البريطاني على العراق. وجاء في بيان صدر امس عن السفارة الاميركية وتسلم مكتب "الحياة" نسخة منه ان السفارة: "ستستأنف جزئياً منح بعض تأشيرات لغير الهجرة اعتباراً من يوم الاحد"، وان "اعلانات أخرى ستنشر في الاسابيع المقبلة حول استئناف خدمات التأشيرات" الاخرى، علماً بأن قرار تعليق منح التأشيرات لم يشمل الهجرة. واوضح البيان أن التطور الأخير يشمل "السوريين الذين سافروا الى الولاياتالمتحدة خلال الأعوام الخمسة الأخيرة وانتهت صلاحيات تأشيراتهم"، اضافة الى الاشخاص الذين حصلوا على مواعيد مسبقة خلال فترة إغلاق القسم القنصلي بين 21 و29 كانون الاول.