قالت مصادر اميركية في دمشق ان سفارة الولاياتالمتحدة في العاصمة السورية "علقت حتى إشعار آخر" منح السوريين تأشيرات دخول الى اميركا باستثناء تلك المتعلقة بالهجرة، وذلك بسبب اقتحام بعض المتظاهرين القسم القنصلي في السفارة السبت الماضي، خلال احتجاجهم على "العدوان الاميركي - البريطاني على الشعب العراقي". ونقل بيان وزعته السفارة عن مساعد الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس فولي قوله: "أعيد فتح السفارة ويجري العمل فيها في شكل محدود. وقسم التأشيرات الذي تعرض لأضرار لن يستأنف عمله الى موعد غير محدد، لكنه سيواصل منح التأشيرات المتعلقة بالهجرة، والسفارة مستمرة في تقديم الخدمات الطارئة للمواطنين الاميركيين". واوضحت المصادر ان القرار شمل التأشيرات المتعلقة بالسياحة والدراسة والزيارة والعمل. واشارت المصادر الاميركية ذاتها الى ان السفير رايان كروكر "قدم احتجاجاً شديداً الى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع". وان "الخارجية الاميركية استدعت السفير السوري في واشنطن وليد المعلم الذي استمع الى احتجاج شديد اللهجة" من مساعد وزيرة الخارجية توماس بيكرينغ. وزادت ان الشرع "اعتذر لكروكر وأعلن رسمياً أسف بلاده للاضرار التي حصلت، وان الحكومة السورية مسؤولة في شكل كامل عن حماية الاميركيين الرسميين وغير الرسميين وممتلكاتهم". وتابع فولي ان واشنطن "قلقة جداً إزاء فشل قوات الأمن السورية في ضمان الأمن بحسب القوانين الدولية، بما في ذلك فشل الحكومة السورية في السيطرة على المتظاهرين عندما بدأوا يدمرون الممتلكات الاميركية ويهددون أمن الأميركيين. كما اننا أبلغنا دمشق مسؤوليتها الكاملة عن الاضرار التي حصلت". وفي اشارة الى تأييد البيان الرسمي التفسير السوري لكون التظاهرة "خرجت عن السيطرة"، قال فولي: "حصلت تظاهرة في 19 الجاري امام السفارة الاميركية في دمشق، وتحولت الى اعمال عنف عندما رمى اشخاص حجارة واقتحموا مبنى السفارة ومزق ثلاثة منهم العلم الاميركي. وتسبب بعض الاشخاص في اضرار محدودة عند الباب الرئيسي للقنصلية، وجرى تفريق التظاهرة بعدما قذفت عناصر المارينز قنابل مسيلة للدموع، لكن آخرين اقتحموا منزل السفير وتسببوا في تدمير فعلي، ولم يصب أي من الاميركيين بأذى". واتهمت الخارجية الاميركية سورية بپ"الفشل في السيطرة على المتظاهرين". وزاد مساعد الناطق باسم الوزارة ان الجهود الامنية السورية كانت "غير مناسبة بصورة مؤسفة"، لكنه اشار الى ان "معظم الدول الاسلامية يؤيد السياسة الاميركية إزاء العراق". الى ذلك، اكدت مصادر ديبلوماسية بريطانية لپ"الحياة" ان السفارة البريطانية في دمشق "تعمل في شكل عادي" وان "قسم التأشيرات مفتوح" أمام السوريين، لكنها اشارت الى ان السفير باسيل ايستوود "لا يزال يتشاور" مع وزارة الخارجية البريطانية "في شأن أي إجراءات أخرى". علماً انه كان اشار خلال لقائه الشرع الى "نية بلاده طلب تعويض مالي عن الاضرار" التي لحقت بالممتلكات البريطانية في دمشق.