أعلن ديبلوماسي غربي أن وفد ألبان كوسوفو إلى محادثات السلام في فرنسا أبلغ مجموعة الاتصال المؤلفة من ست دول أمس السبت أنه قبل مبدئياً اتفاقاً سياسياً اقترحته اللجنة، فيما أبلغ الوفد الصربي أيضاً اللجنة موافقته مشترطاً عدم اشراف الحلف الأطلسي على تنفيذ الاتفاق. وساد الترقب والحذر اقليم كوسوفو إثر التعديلات التي أجراها الوسطاء الدوليون على وثائق المفاوضات في رامبوييه التي وصفها مسؤول ألباني بأنها "مخيبة للآمال، وتبعث على التشاؤم". وأضاف الديبلوماسي ان الوفدين اليوغوسلافي والصربي لم يعطيا ردهما بعد على الاقتراحات الرامية إلى قيام حكم ذاتي واسع النطاق تراقبه قوات دولية بقيادة حلف الأطلسي. وأضاف ان من المقرر أن يجتمع الوفد مع وزراء مجموعة الاتصال بعد اجتماعهم مع الوفد الألباني. وكانت معارضة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش لأي وجود عسكري لحلف الأطلسي العقبة الرئيسية خلال المفاوضات التي استغرقت اسبوعين. وهدد الحلف الأطلسي بقصف الصرب إذا عطلت بلغراد التوصل إلى اتفاق. واستمرت المفاوضات بضع ساعات بعد الموعد النهائي المفترض للتوصل إلى اتفاق. وصرح ديبلوماسيون ان الجانب الصربي أحرز تقدماً كبيراً في قبوله الجانب السياسي للاتفاق. لكن جيمس روبن المتحدث باسم الخارجية الأميركية شدد على عدم امكان الفصل بين الجانبين السياسي والعسكري. واتخذ الصرب استعدادات لأي تطورات تسفر عنها نتائج المفاوضات حول التسوية السلمية لمشكلة كوسوفو، فيما بدا واضحاً ان شعبية الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش ارتفعت بشكل كبير إثر التشدد الذي أكده في الاحتفاظ بالأقليم ورفض الوجود العسكري لحلف شمال الأطلسي في الأراضي الصربية. وكانت العاصمة بريشتينا أمس السبت هادئة وقليلة الحركة وانتشرت فيها دوريات الشرطة بكثافة. وأبلغ مسؤول في المركز الإعلامي لألبان كوسوفو "الحياة" أن الألبان كانوا يأملون نتائج أكثر ايجابية من مفاوضات رامبوييه "إلا أن التعديلات التي تمت بضغط من روسيا وتواطؤ من دول أوروبية على وثائق الحل السلمي خيبت آمال الألبان إلى حد التشاؤم من ظهور انجاز مهم في رامبوييه". وأشار إلى أن هذه التعديلات "قللت من الحزم الدولي في مجال المراقبة العسكرية لالتزام الجانب الصربي بتنفيذ أي اتفاق سلمي، وركزت على الجانب السياسي كما أراد الصرب". وأعلن ناطق باسم بعثة المراقبة الأوروبية في كوسوفو ان وحدة من الجنود اليوغوسلاف "هددت المراقبين الدوليين الذين كانوا يتابعون تحركاتها قرب مدينة بريزرين جنوب الاقليم باطلاق النار عليهم إذا لم يبتعدوا عنها". معارك وأكدت مصادر ألبانية ان القوات الصربية بدأت ظهر أمس هجومين، احدهما شمال الاقليم على أربع قرى في بلدية بودوييفو، والآخر على بلدة سوفاريكا في الغرب "وان دوي الانفجارات سمع من مسافات بعيدة". وواصلت قوات التدخل السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي وقوات حفظ السلام الدولية الموجودة في مقدونيا دورياتها في الأراضي المقدونية الغربية والشمالية المحاذية للحدود مع اقليم كوسوفو وصربيا. وواصلت محطات الاذاعة والتلفزيون الصربية بث الأناشيد الوطنية والبرامج التي تعطي التعليمات إلى السكان في حال تعرض البلاد لضربات جوية من الحلف الأطلسي. كما تلقى الرئيس ميلوشيفيتش برقيات التأييد من المنظمات السياسية والاجتماعية بما فيها المعارضة لنظامه بتأييده والعمل معه في المرحلة الراهنة "التي تتطلب وحدة الشعب الصربي في مواجهة تهديدات الدول الأجنبية بالعدوان على أراضيه وفصل جزء منها". وتواصل اجلاء موظفي السفارات ورعايا بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفرنسا والمانيا وغيرها من الدول الغربية من انحاء يوغوسلافيا، كما تجمع غالبية المراقبين الدوليين في كوسوفو في فنادق العاصمة بريشتينا لمغادرة الاقليم عندما يطلب منهم ذلك. ولوحظ في كوسوفو تجميد أعمال غالبية منظمات الاغاثة وذلك بعد مغادرة عدد كبير من الأجانب العاملين فيها. وأفادت صحيفة "كوخا ديتورا" الألبانية الصادرة أمس في بريشتينا ان الألبان "لا يمكن ان يقبلوا خطط القوى الكبرى الرامية إلى تجريد جيش تحرير كوسوفو من سلاحه". وأوضحت الصحيفة، التي يشارك رئيس تحريرها فيتون سوروي في عضوية وفد المفاوضات الألباني في رامبوييه: "إن مصير جيش تحرير كوسوفو هو من أهم المسائل التي طرحت في مفاوضات رامبوييه". وأكدت الصحيفة ان جيش التحرير "يمثل ضمانة أكيدة لتحقيق استقلال الاقليم ولا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال".