ينهي مجلس الشيوخ بعد حوالى 48 ساعة، محاكمة الرئيس بيل كلينتون في التهمتين اللتين وجههما اليه مجلس النواب وهما الكذب تحت القسم وعرقلة مجرى العدالة في فضيحة "مونيكا غيت". ويتوقع ان يتنفس الرئيس الاميركي الصعداء خصوصاً بعدما يبرئه الشيوخ المحلفون المئة من التهمتين لعدم تمكنهم من الحصول على غالبية الثلثين. ودخلت محاكمة الرئيس امس مراحلها النهائية بعدما انهى الاتهام الممثل "بالمديرين" من ممثلي مجلس النواب والدفاع مرافعاته في جلسة طويلة بعد ظهر الاثنين. وبدأ اعضاء مجلس الشيوخ امس مداولاتهم وراء الكواليس لتقرير مصير الرئيس بينما ظهر "ضجر" واضح ليس في صفوف المشترعين فحسب بل في اوساط الرأي العام الداعي الى حسم "المأساة" بسرعة. واعترف "المديرون" وهم من غلاة الجمهوريين بفشل محاولتهم ادانة الرئيس كلينتون وعزله. لكنهم حاولوا مجدداً ومعهم الشيوخ الجمهوريون تفويت الفرصة على الشيوخ الديموقراطيين لشرح موقفهم المعارض للإدانة امام الرأي العام. ولهذا السبب اصر الجمهوريون على ألا تكون مداولات الشيوخ المحلفين الاخيرة قبل اصدار الحكم "علانية"، ولم تؤد مناشدات النائب هنري هايد رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب للمحلفين الى تبديل رأيهم. وذهبت دعوته الى "تنظيف المنصب" الرئاسي بإدانة كلينتون ادراج الرياح، في حين دعا تشارلز روف محامي الرئيس الاعضاء الشيوخ للاستماع الى صوت الشعب الاميركي وتبرئة كلينتون. وبدأ الشيوخ التداول حول ما هو مطلوب القيام به بعد تصويت المجلس وتبرئة الرئيس كما هو متوقع. وكان واضحاً ان الاعضاء الديموقراطيين يريدون قراراً بتوبيخ كلينتون اعترافاً منهم ان الرئيس الاميركي اخطأ. لكن عدداً من القيادات الجمهورية تعارض الفكرة من حيث المبدأ. والسبب هو منع الديموقراطيين من تحقيق مكاسب سياسية على حسابهم في اوساط الرأي العام ناهيك عن رغبتهم ايضاً بلوم الديموقراطيين على تبرئة كلينتون. ودخلت الصحافة على الخط في المرحلة الاخيرة من الدراما الرئاسية. وذلك عندما قدم الصحافي كريستوفر هيتشينز - وهو انكليزي - افادة رسمية يستقى منها ان الشاهد سيدني بلومنثال مستشار الرئيس، قد يكون قدم الى مجلس الشيوخ شهادة كاذبة عندما قال انه لم يبلغ اي صحافي الرواية غير الصحيحة التي مفادها ان الرئيس كلينتون قال له ان مونيكا لوينسكي تلاحقه. وقال هيتشينز انه وزوجته سمعا من صديقهما بلومنثال كلاماً يثبت الرواية. وبالطبع تحرك "المديرون"، بصفتهم ممثلي الادعاء العام، طالبين من مجلس الشيوخ استدعاء الصحافي وزوجته للشهادة امام مجلس الشيوخ. وفشلت الجهود بسبب معارضة زعيم الاقلية الديموقراطية توم داشيل استدعاء مزيد من الشهود عملاً بالاتفاق الذي كان عقده مع زعيم الغالبية ترنت لوت والذي حدد عدد الشهود بثلاثة وهم: مونيكا لوينسكي وسيدني بلومنثال والمحامي فرنون جوردان صديق الرئيس. ملاحظة اخرى هامة قد تفتح ابواباً جديدة ومشاكل ليست ضد الرئيس كلينتون هذه المرة بل ضد المحقق الخاص كينيث ستار. اذ تسربت معلومات مفادها ان وزارة العدل قد تبدأ قريباً تحقيقاً حول كيفية تعاطيه مع مونيكا لوينسكي، وقالت مصادر وزارة العدل ان مكتب المسؤولية المهنية في الوزارة ابلغ ستار عزمه بدء التحقيق في عدة مسائل ابرزها منع المحقق لوينسكي من احضار محاميها عندما جرت مناقشة قضية اعطائها الحصانة القضائية مقابل شهادتها. واضافت المصادر ان الوزارة تنتظر رد ستار القانوني.