أطلق الرئيس الايراني السابق أكبر هاشمي رفسنجاني اشارة البدء بالاحتفالات الايرانية الرسمية والشعبية في الذكرى السنوية العشرين لانتصار الثورة الاسلامية، وتحدث أمام عشرات الآلاف ممن لم يتوقفوا عن ترديد شعارات مؤيدة للثورة والنظام احتشدوا داخل الساحات المغلقة والمفتوحة المحيطة بضريح مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله روح الله الخميني. وتضمن خطاب رفسنجاني معاني النشوة ب "صمود الثورة أمام مؤامرات الاستكبار العالمي" و"رسوخ جذور النظام الاسلامي على رغم كيد الاعداء والجاهلين". لكن خطابه لامس الواقعية وهو يشير الى الأوضاع السياسية والثقافية العامة التي تشهدها الجمهورية الاسلامية في ذكراها العشرين" وحذر من "خطورة الانشقاقات والاختلافات التي سيشكل استمرارها تهديداً للنظام". وكانت الاحتفالات بدأت رسمياً عند الساعة التاسعة وثلاث وثلاثين دقيقة صباحاً بالتوقيت المحلي، واختير هذا التوقيت لتزامنه مع التوقيت ذاته الذي حطت فيه الطائرة الفرنسية التي كانت أقلت الخميني من منفاه الى مطار مهراباد في العاصمة طهران قبل عشرين سنة. وعلت شعارات الله أكبر وصفير القطارات وأبواق السفن وأجراس المدارس وقرعت الكنائس في طهران أجراسها أيضاً. وشاركت في الاحتفالات جماعات من الاقليات الدينية خصوصاً من الطائفة الزردشيتية التي شكل حضورها في مرقد الخميني جنوب غربي العاصمة علامة ملفتة، على رغم ان غالبية المشاركين منها كن من الزردشيتيات. وأمام عشرات الآلاف من الأنصار والمؤيدين، تحدث رفسنجاني بعد كلمة موجزة ألقاها حفيد الخميني وسادن ضريحه السيد حسن أحمد الخميني، وكان متوقعاً ان يشيد رفسنجاني "بالانجازات العظيمة للثورة الاسلامية على كل الصعد الدينية والثقافية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية". وحرص على توجيه تحية خاصة ومميزة الى القوات المسلحة التي حمت الثورة والنظام والشعب من مؤامرات الخارج، خصوصاً أثناء الحرب المفروضة الظالمة مع العراق 1980 - 1988. وبدا رفسنجاني على ثقة من ان الحاضر "مبشر" والمستقبل "واعد"، لكنه أشار بسلبية شديدة الى "النزاعات السياسية المستفحلة بين التيارات الرئيسية" في النظام والحكم والمجتمع، وحذر من خطورتها اذا استمرت "لأن الاختلافات في وجهات النظر والآراء ليست مشكلة بل قد تكون علامة صحة، لكن ان تستفحل وتصبح مشاجرات وانشقاقات ونزاعات فهذا أمر خطير وينذر بعواقب وخيمة بل انه يشكل تهديداً حقيقياً للنظام". وأشار الى "التفاف" الاقليات الدينية والقوميات في ايران حول الثورة والنظام وشدد على ان "خيارنا الوحيد والحيوي والضروري هو وحدتنا الوطنية وتضامننا الداخلي ولا غنى لنا عن التفاهم والتوحد والابتعاد عما يؤدي الى الانقسامات". وتعامل الحاضرون بوضوح مع خطاب رفسنجاني ورفعوا شعارات مؤيدة.