أشاد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي بالشعب الإيراني الذي «استطاع تخطي العقبات خلال الأعوام ال32 الماضية»، مشدداً على أنه «سيتجاوز أي خطر في المستقبل»، من خلال «إلتزامه العقيدة الخمينية». ودعا خامنئي في الذكرى ال22 لوفاة الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية، معسكر المحافظين الحاكم إلى وضع حد لانشقاقاته. وعلى غرار العام الماضي، لم يلقِ الرئيس محمود أحمدي نجاد كلمة في إحتفال نظّم قرب ضريح الخميني في جنوبطهران، بمشاركة كبار المسؤولين وأعضاء السلك الديبلوماسي ومئات الآلاف من أنصار النظام. ورأي خامنئي في خطاب متلفز أن هناك مواقف سياسية مختلفة و»اذا لم يحاول أحد قلب النظام ولا خيانته ولا تنفيذ مخططات الأعداء، لكنه لا يشاطركم الرأي فلا يجب أن تحرموه» حقه في التعبير. وأضاف: «الايمان لا يعني إهانة المعارضين»، مؤكداً أنه لا ينبغي «حرمان» جزء من المجتمع من حريته «بإسم الثورة (...) وباسم الاختلافات السياسية». وحذّر من نتائج الأعمال التي لا تقوم علي أساس العدالة والتقوي. كما ساند الحكومة، مؤكداً أن «المسؤولين تمكنوا من إنجاز أمور كبيرة، بنى تحتية بارزة (...) سيرى الناس نتائجها في مستقبل قريب أو بعيد». وإعتبر خامنئي أن الخمينية «منظومة فكرية تمتلك أبعاداً يجب الإلتزام بها من أجل عدم الإبتعاد والإنحراف عنها»، لافتاً إلي أن أسسها تستند إلي «المعنويات والعقلانية والعدالة». وزاد أن «الإيمان بحاكمية الشعب والاعتماد علي النفس هما من العقلانية التي إستند إليها الإمام الخميني، داعياً الي عدم العدول عن خطه تحت لافتات مختلفة. وأشار خامنئي إلى أن عدم الالتزام بالأبعاد المعنوية للخميني تحت عناوين «العدالة والثورية»، انحراف عن قيمه ومدرسته، ما اعتبره مراقبون انتقادات ضمنية ل»تيار الإنحراف» الذي يحيط بالرئيس نجاد. وشنّ قسم من المحافظين خلال الأسابيع الأخيرة هجمات عنيفة على مقربين من نجاد، لا سيما مدير مكتبه أسفنديار رحيم مشائي المتهم بتزعّم «مجموعة منحرفة»، اعتبروا إنها تهدف إلى نسف أسس الجمهورية الإسلامية. وتزامنت الهجمات مع إعلان معسكر نجاد نيته في تقديم مرشحيه إلى الانتخابات التشريعية المتوقعة في آذار (مارس) المقبل ضد الغالبية المحافظة التي تهيمن حالياً على البرلمان، ويتزعمها تيار ديني متشدد تابع للمرشد الأعلى. وكان خامنئي دعا أنصاره قبل أيام إلى الكف عن مهاجمة الحكومة، وذلك خلال لقاء مع نواب. لكن هذا النداء لم يخفف هجمات المحافظين المتشددين. ولم يتطرق الرئيس الإيراني في خطاب إلقاه في ضريح الخميني أول من أمس إلى الهجمات على المقربين منه، ، بل جدد التعبير عن ولائه لخامنئي، ورد على إنتقادات خصومه الذين يتهمونه بالإنحراف عن خط المرشد.