شهدت طهران أمس انتشاراً كثيفاً لقوات من الشرطة والجيش، فيما توعد الرئيس محمد خاتمي كل من يعمل لپ"إسقاط النظام"، وتعهد مواجهته مذكراً بالسنوات الأولى للثورة وكيف "واجه الإمام الخميني والشعب الارهابيين والاغتيالات والحصار الاقتصادي والضغوط الاجنبية". وشدد على ان المرحلة الحالية تستوجب العمل "من أجل تثبيت الثورة في مؤسسات وكل الميادين السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية". وانتقد من يتاجرون باسمه وبمواقفه مشدداً على أهمية "الوحدة" في ايران. ووسط اجراءات أمنية مشددة جداً أحيا الايرانيون أمس الذكرى التاسعة لوفاة الخميني، وأقيمت المراسم أمام ضريحه وشارك فيها عشرات الآلاف من الايرانيين وبعضهم جاء من محافظات ومناطق بعيدة. وكالعادة، تحدث في المناسبة مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، لكن كلمته هذه السنة كانت مقتضبة جداً لم تتجاوز تلاوتها ربع ساعة بسبب ما ذكر عن مرض ألمّ بالمرشد و"استجابته" نصائح أطباء. وبدا ان خامنئي حرص على المشاركة في المناسبة، وسط اجماع لدى أركان الحكم بعد حملة التفجيرات التي شهدتها طهران واستهداف مسلح لمواقع مدنية وعسكرية في العاصمة الايرانية، تبنته منظمة "مجاهدين خلق" الايرانية المعارضة التي تقيم قواعد عسكرية في العراق. واللافت ان كل رموز الحكم والدولة والتيارات السياسية والدينية الرئيسية في النظام، خصوصاً قادة اليمين المحافظ واليسار الاسلامي الراديكالي شارك في المراسم أمام ضريح الخميني. وللمرة الأولى منذ سنوات، شارك الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، في هذه المراسم، وجلس الى جانب خاتمي وحفيد الخميني حسن ورئيسي السلطتين التشريعية علي أكبر ناطق نوري والقضائية آية الله محمد يزدي. وحضر أيضاً وزير الداخلية السابق البعيد عن الأضواء منذ مدة علي أكبر محتشمي الذي جلس الى جانب مدير الديوان الرئاسي محمد علي أبطحي. وشددت الاجراءات الأمنية في طهران على نطاق واسع واغلقت المنطقة المحيطة بضريح الخميني لمسافة كيلومترات ولم يسمح لأي سيارة بالاقتراب، ولوحظ انتشار كثيف لقوات الشرطة والجيش، فيما كانت تحلق طائرة هليكوبتر عسكرية فوق المنطقة. ولدى وصول خامنئي الى ضريح الخميني ردد الحاضرون شعارات تأييد للنظام وتنديد بپ"الاعداء" وهتفوا "الموت لأميركا واسرائيل والمنافقين"، وهي التسمية التي تطلق على "مجاهدين خلق" في ايران. وتجاهل خامنئي في كلمته حملة التفجيرات في طهران قبل يومين وتفكيك السلطات عبوات، لكنه أكد ان "لا انحراف عن طريق الامام الخميني ولسنا مستعدين للتخلي بأي ثمن عن فكر الإمام وطريقه ونهجه". وزاد ان "الشعب والحكومة ورئيس الجمهورية المحترم ورئيسي السلطتين التشريعية والقضائية وكبار المسؤولين ورجال الحوزة والجامعة متحدون حول الاسلام". وان "أميركا والصهاينة لن يستطيعوا ابعادنا عن الطريق وضرب وحدتنا". وختم خامنئي كلمته بدعاء تضرع فيه الى الله "القضاء على مؤامرات الاعداء والمنافقين". وتحدث خاتمي ليل الأربعاء - الخميس أمام آلاف اكتظت بهم باحة ضريح الخميني، وتجنب الإشارة الصريحة الى التفجيرات، لكنه لوّح بأن "النظام سيواجه كل من يقف في وجهه ويعمل لإسقاطه". وزاد: "سنحفظ وجودنا في اطار الدستور ومحور ولاية الفقيه". ووجه نداء من أجل الوحدة و"رص الصفوف من أجل تثبيت الثورة في كل المجالات". وانتقد الذين يحاولون "المزايدة" على مواقف المرشد. وقال: "هل رئيس الجمهورية يفتقد القدرة على إعلان موقفه"، في اشارة الى مجموعات ترفع شعار الدفاع عن المجتمع المدني وتقدم نفسها على أنها تنطق باسم الرئيس أو تقول ما لا يستطيع خاتمي ان يعلنه. ويرى قريبون الى الرئيس ان هذه المجموعات "تتاجر باسم خاتمي ومواقفه في الداخل ومع الخارج، وتحاول ان تحرجه وتسيء إليه عبر إثارة قضايا تحت عنوان حرية الصحافة، وهي بذلك تحرق مراحل يصر خاتمي على ان يتعاطى معها بهدوء". وانتقد الرئيس الايراني من "يحاولون الاختباء وراء مواقف القائد" مرشد الجمهورية. إدانة اميركية الى ذلك، دانت ادارة الرئيس بيل كلينتون حادث انفجار قنبلة في محكمة الثورة في طهران ووصفته بأنه "هجوم إرهابي". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن في بيان صدر ليل الأربعاء، واعتبر بادرة حسن نية تجاه حكومة خاتمي ان "حكومة الولاياتالمتحدة تدين بشدة الهجوم الارهابي في طهران، الذي أدى الى مقتل ثلاثة اشخاص على الأقل وجرح آخرين". ولاحظ ان "مجاهدين خلق أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم"، مذكراً بأن المنظمة مدرجة على اللائحة الاميركية للمنظمات "الارهابية". وكرر الموقف الاميركي الذي يدين بشدة "كل الاعمال الارهابية اينما وقعت".