يتوقع ان يسجل اقتصاد قطر معدلات نمو مرتفعة في السنوات القليلة المقبلة وان تتضاعف ايراداتها السنوية بعد الانتهاء من مشاريع تسييل الغاز التي اطلقت منذ ثلاثة اعوام لاستغلال حقل الشمال العملاق. وقال محللون ان دخل قطر من صادرات الغاز المسيل تجاوز نصف عوائدها النفطية حتى الآن وان هذا الدخل سيزيد عن الايرادات النفطية عندما يتم الانتهاء من المشاريع وتصدير كامل الانتاج. وذكر الخبير الاقتصادي هنري عزام ان "مشاريع التسييل في قطر تسير بسرعة كبيرة وسيتجاوز دخلها من هذه المشاريع دخلها النفطي في المستقبل". وقال في اتصال هاتفي اجرته معه "الحياة" ان اجمالي الناتج المحلي لقطر "سيحقق قفزات كبيرة في المرحلة المقبلة، نظراً لضخامة مشاريع الغاز التي تنفذها. وستصبح قطر ثاني اكبر مصدر للغاز المسيل بعد اندونيسيا، وقد تتخطاها في المستقبل عندما تتوافر الظروف في سوق الغاز المسيل في العالم". واشار عزام الى النمو الكبير الذي حققه اقتصاد قطر في الاعوام الماضية بعد البدء في تصدير الغاز المسيل الى اليابان ودول آسيوية اخرى. واظهرت احصاءات رسمية ان اجمالي الناتج المحلي لقطر قفز بنحو 12 في المئة عام 1996 و15 في المئة عام 1997، وانه يتوقع ان يكون قد نما بنحو ثلاثة في المئة العام الماضي على رغم الانخفاض الحاد في اسعار النفط. ووصل الدخل النفطي لقطر الى نحو 2.7 بليون دولار العام الماضي بمتوسط انتاج بلغ نحو 662 الف برميل يوميا اي ان اجمالي الايرادات من مبيعات النفط الخام والغاز المسيل قد يزيد عن خمسة بلايين دولار سنويا بعد سنة 2000. وقال الاقتصادي الكويتي جاسم السعدون "ان الاقتصاد القطري مرشح للدخول في مرحلة جديدة يسجل فيها نمواً قابلاً للاستمرار، شرط ان تستغل ايرادات صادرات الغاز في مشاريع تهدف الى تنويع مصادر الدخل". وبلغت صادرات قطر من الغاز المسيل نحو اربعة ملايين طن العام الماضي ويتوقع ان تصل الى ستة ملايين طن سنة 2000 بعد الانتهاء من مشروع راس غاز الذي تنفذه "المؤسسة القطرية العامة للبترول" المملوكة للحكومة القطرية بالاشتراك مع شركات "موبيل" الاميركية و "توتال" الفرنسية و "ميتسوي" اليابانية وشركات اجنبية اخرى. وهناك مشروعان آخران قد يرفعا الانتاج الكلي الى اكثر من 15 مليون طن سنوياً، باستثمارات تقدر باكثر من عشرة بلايين دولار. وذكرت مصادر في صناعة الغاز ان اجمالي الاستثمارات يمكن ان يصل الى اكثر من 15 بليون دولار في حال تحسن سوق الغاز المسيل ما سيرفع الطاقة الانتاجية الى نحو 30 مليون طن سنوياً، لتصبح قطر اكبر منتج للغاز المسيل في العالم. ويشار الى ان حقل الشمال البحري هو اكبر خزان للغاز الطبيعي في العالم، اذ تقدر احتياطاته الثابتة باكثر من 10 تريليونات متر مكعب 333 ترليون قدم مكعب، ما يجعل قطر في المرتبة الثالثة في العالم لجهة احتياط الغاز الطبيعي بعد روسيا وايران.