يتوقع ان تزدهر صناعة الغاز في دول الخليج العربية بعد انحسار الازمة الاقتصادية في آسيا التي تشكل اكبر سوق للغاز المسيل في العالم، ما قد يدر على هذه الدول اكثر من 100 بليون دولار في ربع قرن. وذكرت مصادر في صناعة الغاز في منطقة الخليج ان اجمالي صادرات دول الخليج العربية من الغاز المسيل سيزيد على 30 مليون طن سنوياً خلال عشرة اعوام في حال استمرار الانتعاش في اقتصادات الدول الآسيوية، ما يجعلها اكبر مورد للغاز المسيل في العالم بتخطيها اندونيسيا. وقال مصدر: "عودة النمو الى الاقتصادات الاسيوية تعني انتعاش الطلب على الطاقة وخصوصاً الغاز المسيل وبالتالي توقيع عقود جديدة مع دول الخليج". واضاف: "من المعلوم ان دول جنوب شرق آسيا تشكل السوق الرئيسية للغاز المسيل من دول الخليج 000 لذلك فان ضخ مزيد من الاستثمارات في توسيع المشاريع القائمة وانشاء مشاريع جديدة قد يرفع الطاقة الانتاجية الى اكثر من 30 مليون طن سنوياً يمكن ان تزيد عائداتها على 100 بليون دولار في ربع قرن". ويبلغ مستوى الانتاج الحالي في دول الخليج نحو تسعة ملايين طن سنوياً ويتوقع ان يتضاعف باكثر من مرتين سنة 2000 بتشغيل مصنع تسييل الغاز في سلطنة عمان وزيادة الصادرات من مشروعي التسييل في قطر. وتنتج الامارات اكثر من خمسة ملايين طن من الغاز المسيل سنوياً تصدر معظمها الى اليابان، في حين بدأت قطر بتصدير ما يقارب من اربعة ملايين طن سنوياً الى اليابان عام 1996 من مشروع "قطر غاز" ويتوقع ان يصل الانتاج الى ستة ملايين طن سنوياً سنة 2000. كما بدأ مشروع التسييل الثاني في قطر وهو "رأس لفان" بتصدير انتاجه السنة الجارية الى كوريا الجنوبية. وسيصل الانتاج الى خمسة ملايين طن السنة المقبلة ويمكن ان يرتفع الى 12 مليون طن في حال بروز اسواق جديدة. كما سيصدر معظم انتاج مصنع التسييل في عُمان الى الاسواق الآسيوية وخصوصاً كوريا الجنوبية التي ستستورد نحو 4.1 مليون طن سنوياً. وضمنت دول الخليج تسويق انتاج مشاريع الغاز فيها بموجب عقود طويلة الامد تصل الى 25 عاماً، ما يضمن لها دخلاً ثابتاً يجنبها الى حد ما التقلبات الحادة في اسعار النفط ويسهم في معالجة العجز المالي ورفع معدلات النمو الاقتصادي. وقال خبير في الصناعة النفطية: "يتوقع ان تجني دول الخليج مكاسب مالية كبيرة من عودة الانتعاش الى اقتصادات اسيا، اذ يعني ذلك ارتفاع الطلب على النفط ونمو صادرات تلك الدول من الغاز والبتروكيماويات 000 وفي حال استمرار هذا الانتعاش، فانه يتوقع ان تضخ دول الخليج مزيداً من الاستثمارات في مشاريع غاز من شأنها ان تساعد على تحقيق الاستقرار المالي لها". ويقدر اجمالي استثمارات دول الخليج الثلاث في مشاريع تسييل الغاز باكثر من 15 بليون دولار يمكن ان تتجاوز 25 بليون دولار في السنوات المقبلة. وتمكنت دول الخليج من تمويل هذه المشاريع المكلفة عن طريق الاقتراض والاستعانة بالشريك الاجنبي الذي ضمن لها كذلك التكنولوجيا والاسواق. وتنفذ قطر اكبر مشاريع تسييل في المنطقة لاستغلال "حقل الشمال" العملاق الذي يتعبر اكبر خزان للغاز الطبيعي في العالم، اذ يبلغ احتياطه نحو 11.5 ترليون متر مكعب 380 ترليون قدم مكعب ما يجعلها ثالث اكبر دولة في العالم لجهة الاحتياط المثبت من الغاز بعد روسيا وايران. وكانت الازمة الاقتصادية في جنوب شرق آسيا احد العوامل الرئيسية التي تسببت في تدهور اسعار النفط العام الماضي، اذ ادت الى انخفاض الاستهلاك الدولي باكثر من 500 الف برميل يومياً.