أعلنت شركة "عمان لتسييل الغاز" انها تواصل محادثاتها مع دول آسيوية للتوصل الى اتفاقات توريد الغاز من مشروع جنوبعمان بعد قرار تايلاند الغاء صفقة شراء 2.2 مليون طن. وقال كولين ماكلاون من دائرة التسويق في الشركة "ان الاتصالات تشمل شركات في الصين والهند ودول آسيوية أخرى" وأعرب عن تفاؤله بالتوصل الى اتفاقات قبل تشغيل المشروع. وأضاف في اتصال مع "الحياة" ان انسحاب تايلاند "لن يؤثر على المشروع وطاقته الانتاجية والمواصفات والكلفة وموعد الافتتاح وأن الشركة تواصل العمل فيه حسب الخطة المقررة". وكانت شركة "تايلاند للغاز" قررت مطلع السنة الجارية الغاء مذكرة التفاهم التي وقعتها مع شركة "عمان لتسييل الغاز" لاستيراد 2.2 مليون طن من الغاز المسيل سنوياً بسبب المصاعب الاقتصادية التي تمر بها. لكن مسؤولين عمانيين ذكروا أنهم تلقوا تأكيدات بالتزام كوريا الجنوبية مذكرة التفاهم الموقعة مع الشركة العمانية لشراء نحو 4.1 مليون طن من الغاز المسيل سنوياً. وتوصلت الشركة العمانية الى اتفاق أولي مع شركة "أوساكا" اليابانية لشراء 700 ألف طن من الغاز المسيل سنوياً. ويتوقع ان يتم قريباً توقيع مذكرة تفاهم رسمية لتثبيت العقد. وقال مسؤول في وزارة النفط العمانية: "ان مشروع تسييل الغاز سيفتتح رسمياً في موعده بداية نيسان ابريل من السنة 2000 حتى ولو لم يتم التوصل الى توقيع عقود بيع جديدة". وأوضح ان العقدين مع كوريا الجنوبية واليابان يكفيان للاستمرار في المشروع ويمكن الاستمرار بالمفاوضات مع مشترين محتملين بعد انتهاء المشروع. وقال: "لا مشكلة على رغم ان قرار تايلاند سبب لنا الازعاج واعتقد اننا سنجد زبائن جدد في آسيا نظراً لارتفاع الطلب على الغاز لأنه مصدر نظيف للطاقة". وتقدر الطاقة التصميمية للمشروع الواقع في مدينة صور الساحلية بنحو 6.6 مليون طن سنوياً، ويمكن ان يصدر نحو 6.4 مليون طن سنوياً في حين تصل تكاليفه الى نحو ستة بلايين دولار. وأشارت مصادر في شركة التسييل الى ان المشروع سيدر أرباحاً كبيرة على الحكومة العمانية والمساهمين الآخرين نظراً لتحسن الأسعار وقرب عمان من الأسواق الآسيوية. وقدرت ايرادات الحكومة العمانية من التشغيل الكلي لمصنع التسييل بأكثر من 25 في المئة من اجمالي دخلها النفطي البالغ نحو خمسة بلايين دولار سنوياً. وأوضحت المصادر ان الشركة تستهدف الأسواق الآسيوية لتصدير انتاجها بالكامل بسبب قرب تلك الأسواق من منطقة الخليج ونمو الطلب على الغاز بمعدلات معقولة وارتفاع الأسعار مقارنة مع السوق الأوروبية. ويشار الى ان دول جنوب آسيا تشكل السوق الرئيسية لمبيعات الغاز المسيل من امارة أبو ظبي وهي مرشحة لاستقطاب معظم الانتاج من مشروع التسييل في حقل الشمال القطري الذي يعد أكبر مشروع تسييل للغاز في العالم اذ يتوقع ان يصل انتاجه الكلي الى أكثر من 20 مليون طن سنوياً. وتملك الحكومة العمانية 51 في المئة من مشروع التسييل في صور في حين تساهم شركة رويال داتش الهولندية - البريطانية بنسبة 30 في المئة وشركة "توتال" الفرنسية بنسبة 5.54 في المئة وشركة "كوريا للغاز" بنسبة خمسة في المئة وشركتا "ميتسوبيشي" و"متسوي" اليابانيتان بنسبة 2.77 في المئة لكل منهما وشركة "بارتكس" البرتغالية بنسبة اثنين في المئة وشركة "ايتوشو" اليابانية بنسبة 0.92 في المئة. وأطلق المشروع قبل أكثر من عام في أعقاب الاكتشافات الهيدروكاربونية الكبيرة وسط عمان مما أدى الى ارتفاع احتياط السلطنة من الغاز الطبيعي الى نحو 28 تريليون قدم مكعب 840 بليون متر مكعب والنفط الى أكثر من خمسة بلايين برميل.