قالت مصادر أفغانية مطلعة ل "الحياة" أمس ان حركة "طالبان" ألقت القبض على خمسة أجانب هم ثلاثة ألمان، رجلان وامرأة، وباكستانيان اثنان كانوا يقومون بتصوير مقر اقامة زعيم الحركة ملا محمد عمر في قندهار جنوب غربي أفغانستان ومقرات أخرى يشتبه في أن الثري العربي أسامة بن لادن يقيم فيها. وأضافت المصادر ان المعتقلين كانوا يقومون بتصوير فيلم لكسب تعاطف المجموعة الأوروبية في التبرع للأفغان. ونفت مصادر الأممالمتحدة في اسلام آباد تحدثت اليها "الحياة" أية صلة للمنظمة بالمعتقلين لكنها أشارت ضمناً الى اعتقال بعض الأجانب في قندهار قبل يومين. وقال الناطق باسم "طالبان" ملا عبدالحي مطمئن رداً على سؤال ل "الحياة" امس ان لا معلومات لديه في هذا الشأن، رفضاً تأكيد النبأ أو نفيه. وجاء هذا التطور مع تزايد الحديث عن احتمال لجوء واشنطن الى توجيه ضربة صاروخية ضد معاقل ابن لادن في قندهار. وبدا ان أوساط الحركة تخشى ان تستخدم الأفلام التي حاول المعتقلون الأجانب تصويرها في العملية الهجومية. وقالت مصادر قريبة من طالبان ل "الحياة" أمس ان الحركة شكلت على الفور محكمة استثنائية لمحاكمة المعتقلين الذين وجهت اليهم تهمة "التخابر لدولة عدوة"، من دون الكشف عن هوية هذه الدولة. وترافق هذا التطور أيضاً مع موافقة مؤسسات الاغاثة الدولية على إعادة فتح مكاتبها في افغانستان بعدما اغلقت في آب اغسطس الماضي. وحسب المصادر الافغانية فإن حركة "طالبان" حرصت على القبض على هؤلاء بعيداً عن مكاتب الأممالمتحدة في قندهار "علماً انهم انطلقوا من هذه المكاتب" وذلك تلافياً لاشكال مع المنظمة الدولية. من جهة أخرى، توصل قادة "طالبان" والقائد الطاجيكي أحمد شاه مسعود الى اتفاق رعاه الوسيط الأفغاني سيد جلال كريم يقضي بافراج كل طرف عن ألف أسير. وقال الناطق الرسمي باسم "طالبان" عبدالحي مطمئن ل "الحياة" ان "العملية ربما تبدأ غداً الجمعة وذلك بواقع 150 أسيراً يومياً. وسيتم الافراج عنهم عبر خطوط القتال شمال كابول". وكان الطرفان وافقا على هدنة لمدة اسبوع.