أكدت مصادر في «الجماعة الإسلامية» في مصر أمس أن الأصولي المصري محمد شوقي الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات مقيم في إيران، وأن زوجته توفيت هناك قبل أشهر. كما كذبت المصادر ذاتها اعلان الرجل الثاني في «القاعدة» أيمن الظواهري انضمام الإسلامبولي إلى التنظيم. وقال منظر «الجماعة الإسلامية» في مصر ناجح إبراهيم ل «الحياة» إنه تأكد أن الشيخ محمد الإسلامبولي مقيم في إيران برفقة أبنائه، وأن زوجته توفيت هناك متأثرة بمرضها قبل أشهر، ولكن لم يجر الإعلان عن ذلك في حينه. وأوضح ابراهيم أن الإسلامبولي ليس محتجزاً في إيران ولكنه قيد الإقامة الجبرية ولا يسمح له بمغادرة محل إقامته. ولم يشأ أن يذكر أسباب ذلك، لكن مصادر فضلت عدم كشف اسمها قالت إن السلطات الإيرانية تخشى أن تجري عملية خطف للإسلامبولي أو تصويره في شوارع إيران، ما يعد دليلاً على إيوائها عناصر مطلوبة أمنياً في مصر. يذكر أن هذا الملف يسبب توتراً شديداً في العلاقات المصرية - الإيرانية، إذ تتهم القاهرةطهران باستضافة عناصر صدر في حقها أحكام لإدانتها في أعمال تخريبية وترفض تسليمها لسلطات بلدهم. وتمجد إيران خالد الإسلامبولي قاتل السادات بجدارية ضخمة في أحد شوارع طهران وهو أيضاً أحد أسباب توتر العلاقات بين القاهرةوطهران. كما أنتجت ايران أخيراً فيلم «إعدام الفرعون» الذي وصفت فيه الإسلامبولي ورفاقه بأنهم «شهداء». وقال ناجح ابراهيم إن محمد الإسلامبولي ليس محتجزاً في إيران: «لا يعقل أن تعلي السلطات الإيرانية من شأن خالد وتعتقل أخيه». وأوضح أن السلطات الإيرانية لا تمنع الإسلامبولي من العودة إلى مصر، لكنه يخشى السجن بعد عودته فهو محكوم بالإعدام في قضية «العائدين من أفغانستان». لكن أبناءه «لا يشوبهم أي شيء». وأضاف إبراهيم أن مبادرة وقف العنف التي تبنتها الجماعة مكنت آلافاً من عناصرها من العودة إلى مصر مع أسرهم بعد هروب استمر سنوات، وعوملوا «معاملة كريمة» واستقبلتهم السلطات المصرية «بترحيب شديد» ومن لم يكن صادراً ضده أحكام لم يسجن بل على العكس «لقي كل مساعدة من الدولة». وقال إن بين هؤلاء العائدين أسرة الرجل الثالث في «القاعدة» مدحت مرسي، والتي عادت من باكستان بعد مقتله في غارة جوية أميركية هناك، وأسرة الشيخ مصطفى حمزة، مشيراً إلى أن هناك أسراً عادت إلى القاهرة من إيران خلال الفترة الماضية. ويعتبر هذا هو أول تأكيد من «الجماعة الإسلامية» بأن الإسلامبولي مقيم في إيران بعدما رحل من أفغانستان عقب الغزو الأميركي لها وإسقاط حركة «طالبان». والاسلامبولي من مواليد كانون الثاني (يناير) عام 1955، ويعتبر واحداً من ثمانية صدر ضدهم حكم غيابي بالإعدام في قضية «العائدين من أفغانستان» عام 1993، وعضو مجلس شورى «الجماعة الإسلامية» في مصر. وتردد أنه على خلاف مع قيادات الجماعة بسبب مراجعاتها الأخيرة واعترافها بخطأ انتهاج العنف سبيلاً لتحقيق رؤيتها. وكان الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري أعلن قبل أشهر انضمام الاسلامبولي للتنظيم. لكن شقيق زوجته القيادي في «الجماعة الإسلامية» في مصر أسامة حافظ أكد ل «الحياة» عدم صحة هذا النبأ، وقال: «من خلال معرفتي بالإسلامبولي أؤكد عدم صحة هذا الأمر». وأوضح حافظ أنه لم يعلم بنبأ وفاة شقيقته إلا قبل أيام، في حين أنها توفيت قبل أشهر. وكان محمد الإسلامبولي اعتقل ضمن 1536 آخرين قبل اغتيال الرئيس السادات بأيام، وورد اسمه في قضية «الجهاد الكبرى» عام 1981، وبرّئ منها، وصدر ضده حكم غيابي بالسجن المؤبد في قضية «العائدين من ألبانيا» عام 1999. من ناحية أخرى، منعت سلطات الأمن المصرية وقفة للتعبير عن الاحتجاج على مقتل ندا سلطان أغا في التظاهرات التي شهدتها طهران احتجاجاً على نتائج الانتخابات الرئاسية. وكان مؤسس حزب «الغد» المعارض أيمن نور دعا إلى تنظيم الوقفة في وسط القاهرة، لكن سلطات الأمن طوقت المكان ومنعت عشرات الناشطين من رفع لافتات منددة بقمع الأمن الإيراني المتظاهرين. واستنكر أيمن نور منع الوقفة الاحتجاجية، وقال ل «الحياة»: «لم نكن ننوي الإساءة للنظام الإيراني ولا تملق النظام في خلافه مع إيران ... فقط كان هدفنا تسجيل احترامنا لندا وزملائها ... لكن فوجئنا بأن القمع الإيراني يتكرر في القاهرة».